قَالَ: فَسَعَيْتُ حَتَّى أَخْتَبِئَ وَرَاءَ بَابِ دَارٍ فَلَمْ أَشْعُرْ حَتَّى تَنَاوَلَنِي فَأَخَذَ بِقَفَايَ فَحَطَأَنِي حَطْأَةً، قَالَ:«اذْهَبْ فَادْعُ لِي مُعَاوِيَةَ» ـ وَكَانَ كَاتِبَهُ ـ فَسَعَيْتُ فَقُلْتُ: «أَجِبْ نَبِيَّ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم - فَإِنَّهُ عَلَى حَاجَةٍ». (رواه الإمام أحمد وصححه ابن عساكر والذهبي، وقال شعيب الأرنؤوط:«إسناده حسن»).
(حَطَأَنِي حَطْأَة): هُوَ الضَّرْب بِالْيَدِ مَبْسُوطَة بَيْن الْكَتِفَيْنِ، وَإِنَّمَا فَعَلَ النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - هَذَا بِابْنِ عَبَّاس مُلَاطَفَة وَتَأْنِيسًا.
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال:«إن معاوية كان يكتبُ بين يَدَي رسولِ الله - صلى الله عليه وآله وسلم -». (إسنادُه حسن، رواه الطبراني وأبوعوانة والبزار والآجري).
وعن سَهْلِ بن الحَنْظَلِيَّة الأنصاري - رضي الله عنه -: أن عُيَيْنَةَ والأَقْرَعَ سألا رسولَ الله - صلى الله عليه وآله وسلم - شيئًا، فأمرَ معاويةَ أن يكتُبَ به لهما، ففعلَ، وختَمَها رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، وأَمَر بدفعه إليهما». (رواه أحمد، وأبو داود، وإسناده صحيح على شرط مسلم).
ومن فضائل معاوية سدد خطاكم كوْنُه خال المؤمنين:
فهو أخو أمِّ المؤمنين، زوجِ النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، أمِّ حَبيبة رَمْلة بنت أبي سفيان - رضي الله عنهم -؛ ولذلك قال الإمام أحمد:«أقول: معاوية خال المؤمنين، وابن عمر خال المؤمنين». (رواه الخلال في السنة بسند صحيح).
وروى العجلي في (الثقات) ومن طريقه ابن عساكر بسند صحيح أن رجلا سأل الحكم بن هشام الكوفي: «ما تقول في معاوية؟»، قال:«ذاك خالُ كلِّ مؤمن».
* وقد قال - صلى الله عليه وآله وسلم -: «كُلُّ سَبَبٍ ونَسَبٍ مُنْقَطِعٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ غَيْرَ سَبَبي ونَسَبي»، وفي رواية:«غَيْرَ نَسَبِي وصِهْرِي»(وللحديث طرقٌ كثيرة، جوَّدَ بعضَها ابنُ كثير، وصححه ابن السَّكَن، والحاكم، والضياء، والذهبي، والألباني، وغيرُهم).