للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٩ - العُجب:

وهو تصور استحقاق الشخص رتبةً لا يكونُ مستحقًّا لها، وتغَيُّرُ النفس بما خفي سببه وخرج عن العادة مثله.

والعُجْبُ بالرأي والمكانة والنسب والمال سبب للعداوة إن لم يُمنع بالدين، وذلك برده ودفعه فالعُجْبُ قرينُ الكِبْر وملازمٌ له , والكِبْر من كبائر الذنوب؛ فعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ سدد خطاكم الله عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وآله وسلم - قَالَ: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ» (رواه مسلم).

وقال أبو الدرداء سدد خطاكم: «لولا ثلاثٌ لصلح الناس: شُحٌّ مطاع، وهوًى مُتَّبَع، وإعجابُ المرءِ بنفسه».

١٠ - المراء:

قال النَّبيِّ - صلى الله عليه وآله وسلم -: «أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا، وَبِبَيْتٍ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ وَإِنْ كَانَ مَازِحًا، وَبِبَيْتٍ فِي أَعْلَى الْجَنَّةِ لِمَنْ حَسَّنَ خُلُقَهُ» (رواه أبو داود وحسنه الألباني).

(أَنَا زَعِيم): أَيْ ضَامِن وَكَفِيل (بِبَيْتٍ): قَالَ الْخَطَّابِيُّ: الْبَيْت هَا هُنَا الْقَصْر.

(فِي رَبَضِ الْجَنَّة): مَا حَوْلهَا خَارِجًا عَنْهَا تَشْبِيهًا بِالْأَبْنِيَةِ الَّتِي تَكُون حَوْل الْمُدُن وَتَحْت الْقِلَاع. (الْمِرَاء): أَيْ الْجِدَال؛ كَسْرًا لِنَفْسِهِ كَيْلَا يَرْفَع نَفْسه عَلَى خَصْمه بِظُهُورِ فَضْله.

وحقيقة المراء طَعْنُك في كلام غيرك لإظهار خللٍ فيه لغير غرض سوى تحقير قائله وإظهار مزيتك عليه.

وقال أحدُهم لابنه: «يا بُنَيَّ، إياك والمراء؛ فإن نفعه قليل، وهو يهيج العداوة بين الإخوان». وقال بعضهم: «ما رأيت شيئًا أذْهَبَ للدين ولا أنقَصَ للمروءة ولا أضْيَعَ للّذّة، ولا أشغل للقلب من المخاصمة».

<<  <  ج: ص:  >  >>