السخط، وسلامة القلب وبره ونصحه قرين الرضى، وكذلك الحسد هو من ثمرات السخط وسلامة القلب منه من ثمرات الرضى.
ثالثًا: قراءة القرآن وتدبره:
فهو الدواء لكل داء، والمحروم مَن لم يتداوَ بكتاب الله، قال تعالى:{قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ}(فصلت: ٤٤)، وقال: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا (٨٢)} (الإسراء: ٨٢). وقال تعالى:{يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ}(يونس: ٥٧)، فالقرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية وأدواء الدنيا والآخرة.
وما كُلّ أحدٍ يُؤَهَّل ولا يُوَفَّق للاستشفاء به، وإذا أحسن العليل التداوي به ووَضَعَه على دائه بصدق وإيمان وقبول تام واعتقاد جازم واستيفاء شروطه لم يقاوِمْه الداء أبدًا، وكيف تقاوم الأدواء كلام رب الأرض والسماء - سبحانه وتعالى - الذي لو نزل على الجبال لَصَدَّعها أو على الأرض لَقَطّعها؛ فما مِن مرض مِن أمراض القلوب والأبدان إلا وفي القرآن سبيل الدلالة على دوائه وسببه والحِمْية منه لمن رزقه فَهْمًا في كتابه.
فالقرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية لكن لا يحسن التداوي به إلا الموفقون، ولله - سبحانه وتعالى - حكمة بالغة في إخفاء سِرّ التداوي به عن نفوس أكثر العالمين كما له حكمة بالغة في إخفاء كنوز الأرض عنهم.
فمن تدبر كتاب الله تعالى علم ما أعده الله تعالى لمن سلمت صدورهم لإخوانهم وآثاروهم على كثير من دنياهم.
رابعًا: تذكر الحساب والعقاب:
قال تعالى: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (١٨)} (ق: ١٨) فمن أيقن أنه محاسَبٌ ومسئول عن كل شيء هانت الدنيا عليه، وزهد بما فيها، وفعل ما ينفعه عند