للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(وَلِسَانًا صَادِقًا): نِسْبَةُ الصِّدْقِ إِلَى اللِّسَانِ مَجَازٌ بِأَنَّهُ لَا يَبْرُزُ عَنْهُ إِلَّا الْحَقُّ الْمُطَابِقُ لِلْوَاقِعِ.

سادسًا: الصدقة:

فهي تطهر القلب، وتُزكي النفس، قال الله تعالى لنبيه - صلى الله عليه وآله وسلم -: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} (التوبة: ١٠٣). وقال - صلى الله عليه وآله وسلم -: «دَاوُوا مَرْضَاكُمْ بِالصَّدَقَةِ» (رواه البيهقي، وحسنه الألباني). وإن أحق المرضى بالمداواة مرضى القلوب، وأحق القلوب بذلك قلبك الذي بين جنبيك.

سابعًا: إحسان الظن بالآخرين وحمل الكلمات والمواقف على أحسن المحامل:

فعليك بحسن الظن والتماس الأعذار، قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ} (الحجرات: ١٢)، وقال النبيِّ - صلى الله عليه وآله وسلم -: “ إِيَّاكُمْ وَالظّنَّ؛ فَإِنّ الظّنَّ أكْذَبُ الْحَدِيثِ “. (رواه البخاري ومسلم).

ورُوِيَ عن عمر بن سدد خطاكم أنه قال: «لا تظن بكلمة صدرت من أخيك شرًّا وأنت تجد لها في الخير مَحْمَلًا». ورُوِيَ عن محمد بن سيرين - رحمه الله -: “ إذا بلغَكَ عن أخيك شيءٌ، فالتَمِسْ له عُذرًا، فإن لم تجد له فقل: لعل له عذرًا “. ورُوِيَ عن أبي قلابة أنه قال: «التمس لأخيك العذر بجهدك، فإن لم تجد له عذرًا، فقُلْ لعلَّ لأخي عذرًا لا أعلمه».

ورُوِيَ عن جعفر بن محمد أنه قال: «إذا بلغك عن أخيك الشيءَ تنكره؛ فالتمس له عذرًا واحدًا إلى سبعينَ عذرًا، فإن أصَبْتَه وإلا قُلْ لعل له عذرًا لا أعْرِفُه». ورُوِيَ عن حمدون القصار أنه قال: «إذا زل أخٌ من إخوانكم فاطلبوا له سبعين عذرًا، فإن لم تقْبلْه قلوبُكم فاعلموا أن المعيب أنفسَكم؛ حيث ظهر لمسلم سبعين عذرًا فلم تقبله».

تَأَنَّ ولا تعجَلْ بلَوْمِكَ صاحبًا ... لعَلَّ لهُ عذرًا وأنتَ تلومُ

<<  <  ج: ص:  >  >>