فهي تطهر القلب، وتُزكي النفس، قال الله تعالى لنبيه - صلى الله عليه وآله وسلم -: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا}(التوبة: ١٠٣). وقال - صلى الله عليه وآله وسلم -: «دَاوُوا مَرْضَاكُمْ بِالصَّدَقَةِ»(رواه البيهقي، وحسنه الألباني). وإن أحق المرضى بالمداواة مرضى القلوب، وأحق القلوب بذلك قلبك الذي بين جنبيك.
سابعًا: إحسان الظن بالآخرين وحمل الكلمات والمواقف على أحسن المحامل:
فعليك بحسن الظن والتماس الأعذار، قال تعالى:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ}(الحجرات: ١٢)، وقال النبيِّ - صلى الله عليه وآله وسلم -: “ إِيَّاكُمْ وَالظّنَّ؛ فَإِنّ الظّنَّ أكْذَبُ الْحَدِيثِ “. (رواه البخاري ومسلم).
ورُوِيَ عن عمر بن سدد خطاكم أنه قال:«لا تظن بكلمة صدرت من أخيك شرًّا وأنت تجد لها في الخير مَحْمَلًا». ورُوِيَ عن محمد بن سيرين - رحمه الله -: “ إذا بلغَكَ عن أخيك شيءٌ، فالتَمِسْ له عُذرًا، فإن لم تجد له فقل: لعل له عذرًا “. ورُوِيَ عن أبي قلابة أنه قال:«التمس لأخيك العذر بجهدك، فإن لم تجد له عذرًا، فقُلْ لعلَّ لأخي عذرًا لا أعلمه».
ورُوِيَ عن جعفر بن محمد أنه قال:«إذا بلغك عن أخيك الشيءَ تنكره؛ فالتمس له عذرًا واحدًا إلى سبعينَ عذرًا، فإن أصَبْتَه وإلا قُلْ لعل له عذرًا لا أعْرِفُه». ورُوِيَ عن حمدون القصار أنه قال:«إذا زل أخٌ من إخوانكم فاطلبوا له سبعين عذرًا، فإن لم تقْبلْه قلوبُكم فاعلموا أن المعيب أنفسَكم؛ حيث ظهر لمسلم سبعين عذرًا فلم تقبله».