فَقُلْتُ: «اذْهَبْ إِلَى ذَلِكَ البَقَرِ وَرَاعِيهَا»، فَقَالَ: «اتَّقِ اللهَ وَلاَ تَهْزَأْ بِي»، فَقُلْتُ: «إِنِّي لاَ أَهْزَأُ بِكَ، فَخُذْ ذَلِكَ البَقَرَ وَرَاعِيَهَا»، فَأَخَذَهُ فَانْطَلَقَ بِهَا، فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ، فَافْرُجْ مَا بَقِيَ». فَفَرَجَ اللهُ عَنْهُمْ» (رواه البخاري ومسلم، واللفظ للبخاري).
(نَأى بِي الشَّجَر) أي تباعد عن مكاننا الشجر الذي ترعاه مواشينا فبعدتُ عن أهلي في طلبه فكان ذلك سبب تأخري في العودة إليهم.
(وَالصِّبْيَةُ يَتَضَاغَوْنَ) أَيْ يَصِيحُونَ وَيَسْتَغِيثُونَ مِنَ الْجُوعِ. (فَلَمْ يَزَلْ ذَلِكَ دَأْبِي) أي حَالِي اللَّازِمَةُ. (لَا تَفْتَح الخَاتَمَ) الْخَاتَمُ كِنَايَةٌ عَنْ بَكَارَتِهَا. (بِفَرَقِ أُرْزٍ) الْفَرَقُ إِنَاءٌ يَسَعُ ثَلَاثَةَ آصَعٍ (فَرَغِبَ عَنْهُ) أَيْ كَرِهَهُ وسخطه وترَكَه.
٣ - ترك فاحشة الزنا خوفاً من الله فأجرى الله على يديه معجزة:
عن حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ سدد خطاكم، أَنَّهُ قَالَ: «كَانَ جُرَيْجٌ يَتَعَبَّدُ فِي صَوْمَعَةٍ، فَجَاءَتْ أُمُّهُ». قَالَ حُمَيْدٌ: «فَوَصَفَ لَنَا أَبُو رَافِعٍ صِفَةَ أَبِي هُرَيْرَةَ لِصِفَةِ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم - أُمَّهُ حِينَ دَعَتْهُ، كَيْفَ جَعَلَتْ كَفَّهَا فَوْقَ حَاجِبِهَا، ثُمَّ رَفَعَتْ رَأْسَهَا إِلَيْهِ تَدْعُوهُ، فَقَالَتْ: «يَا جُرَيْجُ أَنَا أُمُّكَ كَلِّمْنِي»، فَصَادَفَتْهُ يُصَلِّي، فَقَالَ: «اللهُمَّ أُمِّي وَصَلَاتِي، فَاخْتَارَ صَلَاتَهُ، فَرَجَعَتْ، ثُمَّ عَادَتْ فِي الثَّانِيَةِ، فَقَالَتْ: «يَا جُرَيْجُ أَنَا أُمُّكَ فَكَلِّمْنِي»، قَالَ: «اللهُمَّ أُمِّي وَصَلَاتِي»، فَاخْتَارَ صَلَاتَهُ، فَقَالَتْ: «اللهُمَّ إِنَّ هَذَا جُرَيْجٌ وَهُوَ ابْنِي وَإِنِّي كَلَّمْتُهُ، فَأَبَى أَنْ يُكَلِّمَنِي، اللهُمَّ فَلَا تُمِتْهُ حَتَّى تُرِيَهُ الْمُومِسَاتِ».
قَالَ: «وَلَوْ دَعَتْ عَلَيْهِ أَنْ يُفْتَنَ لَفُتِنَ».
قَالَ: «وَكَانَ رَاعِي ضَأْنٍ يَأْوِي إِلَى دَيْرِهِ، فَخَرَجَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الْقَرْيَةِ فَوَقَعَ عَلَيْهَا الرَّاعِي، فَحَمَلَتْ فَوَلَدَتْ غُلَامًا، فَقِيلَ لَهَا: «مَا هَذَا؟»، قَالَتْ: «مِنْ صَاحِبِ هَذَا الدَّيْرِ»، فَجَاءُوا بِفُئُوسِهِمْ وَمَسَاحِيهِمْ، فَنَادَوْهُ فَصَادَفُوهُ يُصَلِّي، فَلَمْ يُكَلِّمْهُمْ، فَأَخَذُوا يَهْدِمُونَ دَيْرَهُ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ نَزَلَ إِلَيْهِمْ، فَقَالُوا لَهُ: «سَلْ هَذِهِ»، فَتَبَسَّمَ، ثُمَّ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute