للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَتَفْتَرِقَنَّ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، وَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ، وَثِنْتَانِ وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ»

قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَنْ هُمْ؟ قَالَ: «الْجَمَاعَةُ». (صحيح رواه ابن ماجه).

(الْجَمَاعَة) أَيْ الْمُوَافِقُونَ لِجَمَاعَةِ الصَّحَابَة الْآخِذُونَ بِعَقَائِدِهِمْ الْمُتَمَسِّكُونَ بِرَأْيِهِمْ. ويوضح ذلك قول النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - في رواية الترمذي «مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي» (حديث حسن).

فهذه السبل التي على جنبات الصراط هي هذه الفرق والأهواء، وهي الضلالات التي ندعو الله - سبحانه وتعالى - أن يجنِّبَنا إياها، وندعوه أن يثبتنا على الصراط المستقيم، وهو اتباع دين محمدٍ - صلى الله عليه وآله وسلم - وسنته.

• ولابد في العمل الصالح من شرطين:

الأول: أن يكون العمل خالصًا لوجه الله - سبحانه وتعالى -، فإذا لم يكن العمل خالصًا لوجه الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فإنه لا يقبله، كإنسان يريد بعمله الدنيا.

قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم -: «قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: «أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنْ الشِّرْكِ؛ مَنْ عَمِلَ عَمَلًا أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ» (رواه مسلم).

مَعْنَى الحديث: أَنَا غَنِيّ عَنْ الْمُشَارَكَة وَغَيْرهَا، فَمَنْ عَمِلَ شَيْئًا لِي وَلِغَيْرِي لَمْ أَقْبَلهُ، بَلْ أَتْرُكهُ لِذَلِكَ الْغَيْر. وَالْمُرَاد أَنَّ عَمَل الْمُرَائِي بَاطِل لَا ثَوَاب فِيهِ، وَيَأْثَم بِهِ.

لماذا يشرك بالله - سبحانه وتعالى - وهو غني عن جميع الأعمال التي يعملها؟!

حاله مثل من يهدي إلى تاجر غني هدية ـ والله هو الغني وله المثل الأعلى ـ، ويقول: هذا لك، وأعط فلانًا منها قليلًا، فيقول له: أعطها كلها لفلان فأنا لست محتاجًا لها، فكيف والله - سبحانه وتعالى - الغني العظيم - سبحانه وتعالى - الذي يقول ـ فيما يرويه عنه حبيبنا - صلى الله عليه وآله وسلم -:

«يَا عِبَادِي، لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ مَا زَادَ ذَلِكَ فِي مُلْكِي شَيْئًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>