للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الوجه الرابع:

قال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} (المائدة:٣). والذي يقول إن المولد عبادة نتعبد لله تعالى بها ما موقفه من هذه الآية؟ إن قال إنه مصدق بها لزمه:

- إما أن يقول إن المولد ليس بعبادة ويكون أقرب إلى العبث واللعب منه إلى ما يقرب الى الله ?.

- أو أنه مستدرك على الله - عز وجل - وعلى رسوله - صلى الله عليه وآله وسلم - بأنهم لم يدُلّونا على هذه العبادة التي تقرب إلى الله.

فإن قال: أنا لا أقول أنها عبادة ولا أستدرك على الله - عز وجل - ورسوله - صلى الله عليه وآله وسلم - ومؤمن بهذه الآية لزمه الرجوع إلى القول الحق وأنها بدعة محدثة.

الوجه الخامس:

أن الممارس لهذا الأمر - أي بدعة المولد - كأنه يتهم للرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - بالخيانة وعدم الأمانة - والعياذ بالله -؛ لأنه كتم على الأمة ولم يدلها على هذه العبادة العظيمة التي تقربها إلى الله.

وقد قال الإمام مالك - رحمه الله -: «من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمدًا - صلى الله عليه وآله وسلم - خان الرسالة؛ لأن الله يقول: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} (المائدة:٣)، فما لم يكن يومئذ دينًا فلا يكون اليوم دينًا».

الوجه السادس:

أن فاعل المولد معاند للشرع ومشاق له لأن الشارع قد عين لمطالب العبد طرقًا خاصة على وجوه وكيفيات خاصة وقصر الخلق عليها بالأوامر والنواهي وأخبر أن الخير فيها والشر في مجاوزتها وتركها؛ لأن الله أعلم بما يصلح عباده وما أرسل الرسل ولا أنزل الكتب إلا ليعبدوه وفق ما يريد سبحانه.

<<  <  ج: ص:  >  >>