للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْيَقِينُ} (الحجر:٩٩).ومن ذلك المحاسبة بنقد النفس إذا ارتكبت أخلاقًا ذميمة، وحملها على عدم العودة.

رابعًا: التفكّر في عواقب سوء الخلق بتأمّلٍ فيما يجلبه من الأسف الدائم والهمّ اللازم والحسرة والندامة والبُغض في قلوب الخلق.

خامسًا: إنّ أعظم سبب لحسن الخلق الترفّع عن السِّباب. واسمع لهذه النماذج العجيبة في تحمّل السِّباب والإعراض عن الجاهلين.

خرج عمر بن عبد العزيز - رحمه الله - ليلةً في السحر فَعَثَر في رجل نائم على الأرض، فقال له الرجل: أمجنون أنت؟! قال عمر: لا.

فَهَمَّ الحرسُ به، فقال عمر: اتركوه؛ سألني فأجبته.

وقال الأصمعي: بلغني أن رجلًا قال لآخر: والله لئن قلت واحدة لتسمعنّ عشرًا، فقال الآخر: لكنك إن قلت عشرًا لم تسمع واحدة.

واسمع إلى الإمام الشافعي - رحمه الله - يقول:

إذا سبّني نَذْلٌ تزايَدتُ رِفْعَة وما العَيبُ إلا أن أكون مُسَابِبُه

ولو لم تكن نفسي عليّ عزيزةً لمكّنْتُها مِن كُلِّ نَذْلٍ تُحَارِبُه

وآخر يقول:

ولست مُشاتِمًا أحدًا لأني رأيتُ الشتمَ مِن عِيّ الرجالِ

إذا جعل اللئيمُ أباه نَصْبًا لشاتِمِه فدَيْتُ أبي بمالِي

<<  <  ج: ص:  >  >>