أخي المسلم: أقف معك حول هذه القضية - أعني قضية أن السعادة في المال - لأنها من أهم القضايا في أوهام السعادة.
وجملة القول:«ليس كل صاحب مالٍ سعيدًا».
فكثير من أرباب المال وأصحاب الثروات يعيشون في شقاء وتعاسة دائمة في حياتهم الدنيا قبل الآخرة لماذا؟ لأنهم يتعبون في:١ - جمع المال.٢ - حفظه واستثماره. ٣ - القلق والخوف من فوات هذا المال وزواله.
كم من إنسان يملك المليارات ولكنه خائف! قلق! لماذا كل هذا الخوف!؟ ولم كل هذا القلق!؟ إنه يخاف على هذا المال، يخاف أن تأتي هزة سياسية، أو يأتي لصوص فيسرقون هذا المال؛ فهو يعيش في شقاء، خوف، قلق، هم، غم، بل إنه لا ينام الليل، وهذا أمر مجرب، مشاهَد، ترونه بأعينكم، بل قد يكون المال سبب هلاكه ومماته!!
كم من غني خطف أو قتل بسبب تجارته، بل كم من غني حُرم من لذاته بسبب أمواله، تجده لا يمشي طليقا، لا يمشي حرًا، لا يسافر كما يريد، لا ينام كما يريد، كل هذا بسبب أمواله!! ثم كم من إنسان صاحب مال زال ماله، وزالت ثرواته بسبب أو بآخر فعاش بقية حياته في تعاسة وشقاء. وإليكم هذه النماذج الناطقة:
١ - قصة قارون:
تلك القصة التي أوردها القرآن الكريم عن قارون، حيث قال - سبحانه وتعالى -: {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ}(القصص: من الآية٧٩) في قمة سعادته، حتى إن قائلهم يقول: {إِنَّهُ لَذُو