صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ـ بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنْ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ، كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ: دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ» (رواه مسلم).
٥ - أن لا يكون المزاح كثيرًا:
فإن البعض يغلب عليهم هذا الأمر ويصبح ديدنًا لهم، وهذا عكس الجد الذي هو من سمات المؤمنين، والمزاح فسحة ورخصة لاستمرار الجد والنشاط والترويح عن النفس.
قال عمر بن عبد العزيز - رحمه الله -: «اتقوا المزاح، فإنه حمقة تورث الضغينة».
قال الإمام النووي - رحمه الله -: «المزاحُ المنهِيُّ عنه هو الذي فيه إفراط ويداوم عليه، فإنه يورث الضحك وقسوة القلب، ويشغل عن ذكر الله تعالى: ويؤول في كثير من الأوقات إلى الإيذاء، ويورث الأحقاد، ويسقط المهابة والوقار، فأما من سلم من هذه الأمور فهو المباح الذي كان رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يفعله».
قَدِّمْ لنفسِكَ في الحياةِ تزَوُّدًا ... فلقد تُفارقُها وأنتَ موَدَّعُ
وَاهْتَمَّ لِلسَّفرِ القَرِيبِ فإِنَّهُ ... أنآى مِن السفرِ البعيدِ وأشْسَعُ
واجعَلْ تزوُّدَك المخافةَ والتّقَى ... وكأن حَتْفَك مِن مسائِكَ أسْرَعُ
والصمتُ يُحْسِنُ كلَّ ظنٍّ بالفتَى ... ولعلهُ خَرِقٌ سفِيهٌ أرْقَعُ
وَدَعِ المُزَاحَ فَرُبَّ لفظة ِ مازحٍ ... جَلَبَتْ إليكَ مساوئًا لا تُدْفعُ
(الشَّاسِع والشَّسُوع: البَعِيد). (الأَخْرَقُ والخَرِقِ: الأحمق، ومَن لا يُحْسِنُ الصَّنْعَةَ).
(الرقيع: الأحمقُ).
٦ - أن يكون المزاح بمقدار الملح للطعام:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم -: «مَنْ يَأْخُذُ عَنِّي هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ فَيَعْمَلُ بِهِنَّ أَوْ يُعَلِّمُ مَنْ يَعْمَلُ بِهِنَّ»، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه -:فَقُلْتُ أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ» فَأَخَذَ بِيَدِي فَعَدَّ خَمْسًا وَقَالَ: «اتَّقِ الْمَحَارِمَ تَكُنْ أَعْبَدَ النَّاسِ، وَارْضَ بِمَا قَسَمَ اللهُ لَكَ