للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للمسلم واستعماله بأي وجه من الوجوه وأيا كان نوعه حفاظًا على الأنفس والأموال وحرصًا على اجتناب الأضرار التي أوضح الطب حدوثها وإبقاء على كيان الأسر والمجتمعات، بإنفاق الأموال فيما يعود بالفائدة على الإنسان في جسده ويعينه على الحياة سليما معافا يؤدي واجباته نحو الله ونحو أسرته فالمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف».

وهذه رسالة من مدخن:

قد يستلذُّ الفتى ما اعتادَ من ضررٍ ... حتى يرى في تعاطيه المَسَرَّاتِ

إن الدخَان لثانٍ في البلاءِ إذا ... ما عُدَّتِ الخمرُ أولَى في البَلِيَّاتِ

وربَّ بيضاءَ قيدِ الأصبعِ احترقَتْ ... في الكفِّ وهي احتراقٌ في الحُشاشاتِ

إن مرَّ بين شفاهِ القوم أسوَدُها ... ألقى اصفرارًا على بِيضِ الثَنِيّاتِ

عوائدُ عمَّتِ الدنيا مصائبُها ... وإنما أنا في تلك المصيباتِ

إن كلَّفَتْنِي السُّكارَى شُربَ خَمْرَتِهم ... شربتُ لكنْ دخانًا مِن سِجَاراتي

واخترتُ أهونَ شرٍّ بالدخانِ ... وإنْ أحْرَقْتُ ثَوْبي مِنْه بالشراراتِ

وقلتُ يا قوم تكفيكم مشاركتي ... إياكم في التذاذٍ بالمضراتِ

إني لأمتصُّ جَمْرًا لُفَّ في وَرَقٍ ... إذ تشربون لهيبًا ملءَ كاساتِ

كلاهما حُمْقُ يفترُ عن ضررٍ ... يسمّ مِن دمِنا تلك الكُرَيَّاتِ

حسْبي مِن الحمْقِ المعتادِ أهونُه ... إنْ كان لابدَّ مِن هذِي الحماقاتِ

يا مَن يُدَخّن مثلي كلَّ آونةٍ ... لُمْنِي بألَمِكَ ولا تَرْضَ اعتذاراتي

إنّ العوائدَ كالأغلالِ تجمعُنا ... على قلوبٍ لنا منهنَّ أشتاتِ

الحُرُّ مَن خرق العادات منتهجًا ... نَهْجَ الصوابِ ولو ضدِّ الجماعاتِ

(الحُشَاشَةُ: بَقِيَّةُ الرُّوحِ في المَرِيضِ والجَرِيحِ، الثَّنِيَّة: إحدى الأسنان الأربَعُ التي في مُقَدَّمِ الفَمِ: ثِنْتانِ من فَوْقُ، وثِنْتانِ من أسْفَلَ).

<<  <  ج: ص:  >  >>