وفي (الصحيحين) عن أبي هُريرة قال: «الحياءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإيمَانِ».
وفي (الصحيحين) عن عمران بن حصين، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وآله وسلم - قال:«الحَيَاءُ لَا يَأتِي إلاَّ بِخَيْرٍ».
قَالَ أَشَجُّ بْنُ عَصَرٍ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم -: «إِنَّ فِيكَ خُلَّتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ» قُلْتُ: «مَا هُمَا؟» قَالَ: «الْحِلْمُ وَالْحَيَاءُ»، قُلْتُ:«أَقَدِيمًا كَانَ فِيَّ أَمْ حَدِيثًا؟» قَالَ: «بَلْ قَدِيمًا» قُلْتُ: «الْحَمْدُ للهِ الَّذِي جَبَلَنِي عَلَى خُلَّتَيْنِ يُحِبُّهُمَا». (صحيح رواه الإمام أحمد).
• الحياء نوعان:
أحدهما: ما كان خَلْقًا وجِبِلَّةً غيرَ مكتسب، وهو من أجلِّ الأخلاق التي يَمْنَحُها الله العبدَ ويَجبِلُه عليها، ولهذا قال - صلى الله عليه وآله وسلم -: «الْحَيَاء لَا يَأْتِي إِلَّا بِخَيْرٍ»، فإنَّه يكفُّ عن ارتكاب القبائح ودناءةِ الأخلاق، ويحثُّ على استعمال مكارم الأخلاق ومعاليها، فهو مِنْ خصال الإيمان بهذا الاعتبار، وقد روي عن عمر - رضي الله عنه - أنَّه قال:«من استحيى اختفى، ومن اختفى اتقى، ومن اتقى وُقي».
وقال الجَرَّاح بنُ عبد الله الحكمي ـ وكان فارس أهل الشام ـ:«تركتُ الذنوب حياءً أربعين سنة، ثم أدركني الورع».
ورُب قبيحةٍ ما حالَ بينِي ... وبينَ ركوبِها إلا الحياء
فكان هو الداءُ لها ولكنْ ... إذا ذهبَ الحياءُ فلا دواء