الاستقامة: هي سلوكُ الصِّراطِ المستقيمِ، وهو الدِّينُ القيِّم من غير تعريجٍ عنه يَمنةً ولا يَسرةً، ويشمل ذلك فِعلَ الطَّاعات كلّها، الظاهرة والباطنة، وتركَ المنهيات كُلِّها كذلك، فصارت هذه الوصيةُ جامعةً لخصال الدِّين كُلِّها.
وفي قوله - عز وجل -: {فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ} إشارةٌ إلى أنَّه لابُدَّ من تقصيرٍ في الاستقامة المأمور بها، فيُجبَرُ ذلك بالاستغفار المقتضي للتَّوبة والرُّجوع إلى الاستقامة، فهو كقول النَّبيِّ - صلى الله عليه وآله وسلم - لمعاذ:«اتَّقِ اللهَ حَيْثُمَا كُنْتَ، وأتْبِعِ السَّيِّئةَ الحَسَنَةَ تَمْحُهَا»(حسن رواه التِّرمِذيُّ).
وقد أخبر النَّبيُّ - صلى الله عليه وآله وسلم - أنَّ الناس لن يُطيقوا الاستقامة حق الاستقامة، فعَنْ ثَوْبَانَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم -: «اسْتَقِيمُوا، وَلَنْ تُحْصُوا، وَاعْلَمُوا أَنَّ خَيْرَ أَعْمَالِكُمْ الصَّلَاةَ، وَلَا يُحَافِظُ عَلَى الْوُضُوءِ إِلَّا مُؤْمِنٌ». (صحيح رواه ابن ماجه).