وأما قوله: «إن ترك العمل من أجل الناس رياء» فليس على إطلاقه، بل فيه تفصيل، والمعول في ذلك على النية؛ لقول النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -: «إِنَّمَا الْأعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإنَّمَا لِكُلّ امْرِئٍ مَا نَوَى» مع العناية بتحري موافقة الشريعة في جميع الأعمال؛ لقوله - صلى الله عليه وآله وسلم -: «مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْه أمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ»، فإذا وقع للإنسان حالة ترك فيها العمل الذي لا يجب عليه؛ لئلا يظن به ما يضره فليس هذا الرياء، بل هو من السياسة الشرعية، وهكذا لو ترك بعض النوافل عند بعض الناس خشية أن يمدحوه بما يضره أو يخشى الفتنة به، أما الواجب فليس له أن يتركه إلا لعذر شرعي».