وقال - صلى الله عليه وآله وسلم -: «لَوْ أَنَّ رَجُلًا يُجَرُّ عَلَى وَجْهِهِ مِنْ يَوْمِ وُلِدَ إِلَى يَوْمِ يَمُوتُ هَرَمًا فِي مَرْضَاةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ لَحَقّرَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»(حسن رواه الإمام أحمد).
يقول ذلك لما يرى عظيم عطاء الله - عز وجل -.
وقد كان السَّلفُ الصالح يجتهدون في الأعمال الصالحة؛ حذرًا من لوم النفس عندَ انقطاع الأعمال على التقصير.
قيل لمسروق: لو قصرتَ عن بعض ما تصنع من الاجتهاد، فقال: «والله لو أتاني آتٍ، فأخبرني أنْ لا يعذبني، لاجتهدت في العبادة، قيل: كيف ذاك؟ قال: حتى تَعْذرني نفسي إنْ دخلت النار أنْ لا ألومها، أما بلغك في قول الله تعالى:{وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ}(القيامة:٢) إنَّما لاموا أنفسهم حين صاروا إلى جهنَّمَ، فاعتنقتهم الزَّبانيةُ، وحيل بينهم وبين ما يشتهون، وانقطعت عنهم الأماني، ورفعت عنهم الرحمة، وأقبل كلُّ امرئٍ منهم يلومُ نفسَه».