للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم -: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَمَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ فَقَدْ عَصَمَ مِنِّي مَالَهُ وَنَفْسَهُ إِلَّا بِحَقِّهِ وَحِسَابُهُ عَلَى اللهِ».

فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: «وَاللهِ لَأُقَاتِلَنَّ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ، فَإِنَّ الزَّكَاةَ حَقُّ الْمَالِ، وَاللهِ لَوْ مَنَعُونِي عِقَالًا كَانُوا يُؤَدُّونَهُ إِلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم - لَقَاتَلْتُهُمْ عَلَى مَنْعِهِ».

فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: «فَوَاللهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ رَأَيْتُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ شَرَحَ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ لِلْقِتَالِ، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ الْحَقُّ» (رواه مسلم).

العِقال: حَبْلٌ تُثْنى به يد البعير إِلى ركبته فتُشَدُّ به.

نَاظَرَ عُمَر أَبَا بَكْر - رضي الله عنه - وَاحْتَجَّ عَلَيْهِ بِقَوْلِ النَّبِيّ - صلى الله عليه وآله وسلم -: «أُمِرْت أَنْ أُقَاتِل النَّاس حَتَّى يَقُولُوا لَا إِلَه إِلَّا اللهُ، فَمَنْ قَالَ لَا إِلَه إِلَّا اللهُ فَقَدْ عَصَمَ نَفْسه وَمَاله»، وَكَانَ هَذَا مِنْ عُمَر - رضي الله عنه - تَعَلُّقًا بِظَاهِرِ الْكَلَام قَبْل أَنْ يَنْظُر فِي آخِره وَيَتَأَمَّل شَرَائِطه.

فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْر - رضي الله عنه -: إِنَّ الزَّكَاة حَقّ الْمَال، يُرِيد أَنَّ الْقَضِيَّة قَدْ تَضَمَّنَتْ عِصْمَة دَم وَمَال مُعَلَّقَة بِإِيفَاءِ شَرَائِطهَا. وَالْحُكْم الْمُعَلَّق بِشَرْطَيْنِ لَا يَحْصُل بِأَحَدِهِمَا وَالْآخَر مَعْدُوم. ثُمَّ قَايَسَهُ بِالصَّلَاةِ وَرَدّ الزَّكَاة إِلَيْهَا، وَكَانَ فِي ذَلِكَ مِنْ قَوْله دَلِيل عَلَى أَنَّ قِتَال الْمُمْتَنِع مِنْ الصَّلَاة كَانَ إِجْمَاعًا مِنْ الصَّحَابَة، فَلَمَّا اِسْتَقَرَّ عِنْد عُمَر صِحَّة رَأْي أَبِي بَكْر - رضي الله عنهما - وَبَانَ لَهُ صَوَابه تَابَعَهُ عَلَى قِتَال الْقَوْم.

عَجَبْتُ لمعشرٍ صَلُّوا وصاموا ... ظواهرَ خشيةٍ وتُقًى كِذابَا

وتلْفِيهِم حيالَ المالِ صُُمّا ... إِذا داعي الزكاةِ بهِم أهَابا

لقد كتَموا نصيبَ اللهِ مِْنه ... كأنَّ اللهَ لم يُحْصِ النِّصابَا

ومَنْ يَعْدِلْ بِحُبِّ اللهِ شيئًا ... كحُبِّ المالِ ضَلَّ هوىً وخابَا

• فضائل الزكاة: * الزكاة هى أرفع عبادة مالية والصلاة أرفع عبادة بدنية فلذلك يقرن ربنا - عز وجل - بينهما دائمًا في الكتاب الكريم: قال تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ إِنَّ اللهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} (البقرة:١١٠)

<<  <  ج: ص:  >  >>