للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بلغنا السَّمَاءَ مجدُنا وجُدُودُنَا ... وإنا لَنَبْغِي فوقَ ذلكَ مَظْهَرَا

فقال النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -: «فأين المظهر يا أبا ليلى؟»، فقلت: «الجنَّة»، فقال: «قل إن شاء الله»، فقلت: «إن شاء الله».

ولا خيرَ في حِلْمٍ إذا لم يكنْ لَهُ ... بَوَادرُ تحمي صَفْوَهُ أَنْ يُكَدَّرَا

ولا خيرَ في جَهْلٍ إذا لم يكنْ لَهُ ... حليمٌ إذا ما أَوْرَدَ الأمرَ أَصْدَرَا

فقال النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -: «أجَدْتَ، لا يفضض اللهُ فَاكَ»، قال: «فلقد رأيته، وقد أتت عليه مائة سنة أو نحوها، وما انفضَّ مِن فِيه سنٌ».

٥٩ - أجدني يا جبريل مغمومًا وأجدني يا جبريل مكروبًا»، رُوِيَ عن علي بن الحسين قال: سمعت أبي يقول: «لما كان قبل وفاة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أتاه جبريل؛ فقال: يا محمد إن الله - عز وجل - أرسلني إليك إكرامًا لك وتفضيلًا لك وخاصة لك أسألك عما هو أعلم به منك، يقول: «كيف تَجِدُكَ؟»، فقال النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -: «أجدني يا جبريل مغمومًا وأجدني يا جبريل مكروبًا»، فلما كان اليوم الثالث هبط جبريل؛ وهبط ملك الموت؛ وهبط معهما ملك في الهواء يقال له إسماعيل على سبعين ألف ملَك ليس فيهم ملَك إلا على سبعين ألف ملَك يشيّعُهم جبريل؛ فقال: «يا محمد، إن الله - عز وجل - أرسلني إليك إكرامًا لك وتفضيلا لك وخاصة لك، أسالك عما هو أعلم به منك، يقول: «كيف تَجِدُكَ؟» فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: «أجدني بداية يا جبريل مغمومًا وأجدني يا جبريل مكروبًا»، قال: فاستأذن ملك الموت على الباب، فقال جبريل: «يا محمد هذا ملَك الموت يستأذن عليك، وما استأذن على آدمي قبلك، ولا يستأذن على آدمي بعدك»، فقال: «ائذن له»، فأذن له جبريل فأقبل حتى وقف بين يديه فقال: «يا محمد، إن الله - عز وجل -أرسلني إليك وأمرني أن أطيعك فيما أمرتني به، إن تأمرني أن أقبض نفسك قبضتُها، وإن كرِهْتَ تركْتُها»، قال: «وتفعل يا ملك الموت؟»، قال: «نعم، وبذلك أمِرْتُ أن أطيعك به»، فقال له جبريل؛: «إن الله - عز وجل - قد اشتاق إلى لقائك»، فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: «امض لما أمِرْتَ به»، فقال له جبريل: «هذا آخر وطأتي في الأرض،

<<  <  ج: ص:  >  >>