للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قدمنا على رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - المدينة قلت: يا رسول الله، إنَّ معي ابنًا لي أو ابن أخت لي مجنون أتيتك به تدعو الله - عز وجل - له، فقال: «ائتني به». فانطلقتُ به إليه، وهو في الركاب، فأطلقت عنه وألقيت عنه ثياب السفر وألبسته ثوبين حسنين، وأخذت بيده حتى انتهيت به إلى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، فقال: «ادْنُهُ مِني، اجْعَلْ ظَهْرَهُ مِمَّا يَليني». قال: فأخذ بمجامع ثوبه من أعلاه وأسفله، فجعل يضرب ظَهْرَهُ (١) حتّى رأيت بياض إبطيه وهو يقول: «اخرج عدو الله». فأقبل ينظر نظر الصحيح ليس بنظره الأول، ثم أقعده


(١) قال الشيخ علي حشيش: «استنبط بعضهم من هذه القصة الواهية دليلًا واهيًا على ضرب المرضى والمجانين. وهذا الاستنباط كان له أثره السيئ، حيث تمادى المعالجون ومنهم جهلة قاصرون فاعتبروا كل الأمراض تَلَبُّسًا من الجان، واعتبروا أنفع الوسائل هي الضرب المبرح أو الخنق أو إيذاء المريض بحجة أنه يؤذي الجن المتلبس، وقد حدثت مآسٍ بل حالات قتل ـ ما لها اسم سوى القتل وسوى إزهاق النفس التي حرم الله بغير حق ـ فيا ويل هؤلاء القتلة من إثم هذا القتل. ... =
= وعندما سُئل الشيخ الألباني - رحمه الله - في فتاويه المسجلة عن التعامل مع الجن وسؤال الجن هل أنت مسلم؟ هل أنت نصراني؟ أجاب قائلًا: «التعامل مع الجن ضلالة عصرية ولا يجوز لمسلم أن يزيد على الرقية الشرعية كما هي ثابتة في الكتاب والسنة وأدعية الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم -». (تحذير الداعية من القصص الواهية الحلقة ٥٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>