للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣٣٥ - ألا أنبئكم بالفقيه؟»، قالوا: «بلى»، قال: «من لا يقنط الناس من رحمة الله، ولا يُؤَيّسْهم من روح الله، ولا يُؤَمّنْهم من مكر الله، ولا يَدَع القرآن رغبةً عنه إلى ما سواه، ألَا لَا خيرَ في عبادة ليس فيها تَفَقّه، ولا في علم ليس فيه تفَهُّم، ولا قراءة ليس فيها تدبُّر».

٣٣٦ - ألا دخلت في الصف»، رُوِيَ عن وابصة بن معبد أن رجلًا صلى خلف الصف وحده , وكان النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - يرى من خلفه كما يرى من بين يديه (١) , فقال له النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -: «ألا دخلت فى الصف , أو جذبتَ رجلًا صلى معك؟! أعِد الصلاة».

٣٣٧ - ألا من قتل نفسًا معاهدة له ذمة الله وذمة رسوله فقد أخفر بذمة الله فلا يرَح رائحة الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة سبعين خريفًا (٢).

٣٣٨ - ألا هل مشمر للجنة؟ فإن الجنة لا خطر لها، هي ورب الكعبة نور يتلألأ، وريحانة تهتز، وقصر مشيد، ونهر مطرد، وفاكهة كثيرة نضيجة، وزوجة حسناء جميلة،


(١) عن أَنَس سدد خطاكم قَالَ: «أُقِيمَتِ الصَّلاَةُ، فَأَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم - بِوَجْهِهِ فَقَالَ: «أَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ وَتَرَاصُّوا، فَإِنِّى أَرَاكُمْ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِى». (رواه البخاري).
(٢) قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: «مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرَحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا» (رواه البخاري). (مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا): أي ذِمِّيًّا أَوْ مُسْتَأْمَنًا. (لَمْ يَرَحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ). أي لم يشم ريحها. = = وهو كناية عن عدم الدخول فيها ابتداء. بمعنى أنه لا يستحق ذلك. (مَسِيرَةِ): مسافة يستغرق سيرها هذه المدة.
وقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: «أَلَا مَنْ ظَلَمَ مُعَاهِدًا، أَوِ انْتَقَصَهُ، أَوْ كَلَّفَهُ فَوْقَ طَاقَتِهِ، أَوْ أَخَذَ مِنْهُ شَيْئًا بِغَيْرِ طِيبِ نَفْسٍ، فَأَنَا حَجِيجُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» (رواه أبو داود، وصححه الألباني).
(أَلَا) لِلتَّنْبِيهِ (مُعَاهِدًا) بِكَسْرِ الْهَاءِ أَيْ ذِمِّيًّا أَوْ مُسْتَأْمَنًا (أَوِ انْتَقَصَهُ) أَيْ نَقَصَ حَقَّهُ (أَوْ كَلَّفَهُ فَوْقَ طَاقَتِهِ) أَيْ فِي أَدَاءِ الْجِزْيَةِ أَوِ الْخَرَاجِ بِأَنْ أَخَذَ مِمَّنْ لَا يَجِبُ عَلَيْهِ الْجِزْيَةُ أَوْ أَخَذَ مِمَّنْ يَجِبُ عَلَيْهِ أَكْثَرَ مِمَّا يُطِيقُ (فَأَنَا حَجِيجُهُ) أَيْ خَصْمُهُ وَمُحَاجُّهُ وَمُغَالِبُهُ بِإِظْهَارِ الْحِجَجِ عَلَيْهِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>