للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ميكائيل، ثم إسرافيل - عليهما السلام -، ثم الملائكة زُمرًا زُمرًا، ثم ادخلوا فقوموا صفوفًا لا يتقدم عليَّ أحد».

فقالت فاطمة - رضي الله عنها -: «اليوم الفراق فمتي ألقاك؟»، فقال لها: «يا بُنَيَّة تلقيني يوم القيامة عند الحوض، وأنا أسقي من يَرِدُ عليَّ الحوض من أمتي». قالت: «فإن لم ألْقَك يا رسول الله؟»، قال: «تلقيني عند الميزان وأنا أشفع لأمتي». قالت: «فإن لم ألْقَك يا رسول الله؟»، قال: «تلقيني عند الصراط وأنا أنادي ربي: «سلِّم أمتي من النَّار». فدنا ملك الموت - عليه السلام - يعالج قبض رسول اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم -، فلما بلغت الروح الركبتين قال - صلى الله عليه وآله وسلم -: «يا جبريل، ما أشَد مرارة الموت». فولى جبريل - عليه السلام - وجهه عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، فقال رسول اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم -: «يا جبريل كرهت النظر إليَّ»، فقال جبريل - عليه السلام -: «يا حبيبي ومن تطيق نفسه أن ينظر إليك وأنت تعالج سكرات الموت، فقُبِض رسول اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم - فغسّله علي بن أبي طالب وابن عباس يصب عليه الماء، وجبريل - عليه السلام - معهما، وكُفِّن بثلاثة أثواب جدد، وحمل على سرير، ثم أدخلوه المسجد ووضعوه في المسجد، وخرج الناس عنه، فأول من صلى عليه الرب - تعالى - من فوق عرشه، ثم جبريل، ثم ميكائيل، ثم إسرافيل، ثم الملائكة زمرًا زمرًا، قال سدد خطاكم: لقد سمعنا في المسجد همهمة ولم نر لهم شخصًا فسمعنا هاتفًا يهتف يقول: «ادخلوا رحمكم الله فصَلّوا على نبيكم - صلى الله عليه وآله وسلم -»، فدخلنا وقُمنا صفوفًا صفوفًا كما أمرنا رسول اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم -، فكبرنا بتكبير جبريل - عليه السلام -، وصلينا على رسول اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم - بصلاة جبريل - عليه السلام -، ما تقدم منا أحد على رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، ودخل القبر أبو بكر الصديق، وعلي بن أبي طالب، وابن عباس - رضي الله عنهم -، ودُفِن رسول اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم -، فلما انصرف الناس قالت فاطمة لعلي سدد خطاكم: «يا أبا الحسن دفنتم رسول اللَّه - صلى الله عليه وآله وسلم -؟»، قال: «نعم».

قالت فاطمة - رضي الله عنها -: «كيف طابت أنفسكم أن تحثوا التراب على رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -؟ أما كان في صدوركم لرسول اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم - الرحمة؟ أما كان معلم الخير؟»، قال: «بلى يا فاطمة، ولكن أمر الله الذي لا

<<  <  ج: ص:  >  >>