للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٠٧٠ - خرج من عندي خليلي جبريل آنفًا فقال: «يا محمد! والذي بعثك بالحق إن لله عبدا من عبيده عبد الله خمسمائة سنة على رأس جبل في البحر عرضه وطوله ثلاثون ذراعًا في ثلاثين ذراعًا، والبحر محيط به أربعة آلاف فرسخ من كل ناحية، وأخرج الله تعالى له عينا عذبة بعرض الإصبع تبضّ بماء عذب فتستنقع في أسفل الجبل، وشجرة رمان تخرج له كل ليلة رمانة فتغذيه يومه فإذا أمسى نزل فأصاب من الوضوء وأخذ تلك الرمانة فأكلها ثم قام لصلاته، فسأل ربه - عز وجل - عند وقت الأجل أن يقبضه ساجدًا وأن لا يجعل للأرض ولا لشيء يفسده عليه سبيلًا حتى يبعثه الله وهو ساجد، ففعل، فنحن نمر عليه إذا هبطنا وإذا عرجنا فنجد له في العلم أنه يبعث يوم القيامة فيوقف بين يدي الله - عز وجل - فيقول له الرب: «أدْخِلوا عبدي الجنة برحمتي» فيقول: «بل بعملي»، فيقول الرب: «أدخلوا عبدي الجنة برحمتي»، فيقول: «بل بعملي»، فيقول الرب: «أدخلوا عبدي الجنة برحمتي»، فيقول: «يا رب بل بعملي»، فيقول الرب: «أدخلوا عبدي الجنة برحمتي»، فيقول: «رب بل بعملي»، فيقول الله - عز وجل - للملائكة: «قايسوا عبدي بنعمتي عليه وبعمله»، فتوجد نعمة البصر قد أحاطت بعبادة خمسمائة سنة، وبقيت نعمة الجسد فضلًا عليه، فيقول: «أدخلوا عبدي النار»، فيجر إلى النار فينادي: «رب برحمتك أدخلني الجنة»، فيقول: «رُدُّوه»، فيوقف بين يديه فيقول: «يا عبدي مَن خلقَك ولم تَكُ شيئا؟»، فيقول: «أنت يا رب»، فيقول: «كان ذلك من قِبلك أو برحمتي؟»، فيقول: «بل برحمتك»، فيقول:

<<  <  ج: ص:  >  >>