للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١١٤٤ - رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر، جهاد النفس (١).

١١٤٥ - رَجُلانِ جَثَيا بَينَ يَدَي رَبِّ العِزةِ U، فَقَالَ أحَدُهُمَا: خُذ لي بِمَظلمَتي مِنْ أخِي! فَقَالَ - عز وجل - لِلطَالبِ: «كَيفَ تَصنَعُ بِأخيكَ، وَلَم يَبقَ مِنْ حَسنَاتِهِ شيءٌ؟!»، قَالَ: «يَا رَبِّ، فَيَحملُ مِنْ أوزاري». فَفَاضَتْ عَينَا رَسولِ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم - بِالبُكاءِ ثُمَّ قَالَ: «إنَّ ذَلكَ لَيَومٌ عَظيمٌ، يَحتَاجُ فِيهِ النَّاسُ إلى مَنْ يَحمِلُ عَنهُمْ أوزَارَهُم». فَقَالَ اللهُ - عز وجل - لِلطالِبِ: «ارْفَعْ بَصَرَكَ، فانْظُر في الجِنَانِ». فَرَفَعَ رَأسَهُ فَقَالَ: «أرَى مَدَائِنَ مِنْ فِضةٍ، وَقُصورًا مِنْ ذَهَبٍ، مُكَلَّلةً بِاللُؤلُؤ، لأيِّ نَبِيٍّ هَذَا؟!، لأيِّ صِدِّيقٍ هَذَا؟! لأيِّ شَهِيدٍ هَذَا؟!»، قَالَ: «لِمَنْ أعطَاني الثَّمَنَ»، قَالَ: «يَا رَبِّ، وَمَنْ يَملِكُ الثَّمَنَ؟»، قَالَ: «أنتَ تَملِكُ». قَالَ: «بِمَ؟»، قَالَ: «بِعَفوكَ عَنْ أَخيكَ». قَالَ: «يَا رَبِّ، قَدْ عَفَوتُ عَنهُ». فَيَقُولُ: «خُذْ بِيَدِ أَخِيكَ، وَأدخِلهُ الجَنَّةَ». فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم -: «فَاتَّقُوا اللهَ، وأَصلِحُوا ذاتَ بَينِكُمْ فإنَّ اللهَ يُصلِحُ بَينَ المُؤمِنينَ يَومَ القِيامَةِ».

١١٤٦ - رحم الله أبا بكر؛ زَوَّجَني ابنَتَه، وحملني إلى دار الهجرة، وأعتق بلالًا من ماله. رحم الله عمر؛ يقول الحق وإن كان مرًّا، تَرَكَه الحق وما لَهُ صديق. رحم الله عثمان؛ تستحييه الملائكة، رحم الله عليا، اللهم أدِرْ الحق معه حيث دار.

١١٤٧ - رحم الله أبا ذر؛ يمشي وحده، ويموت وحده، ويُبعث وحده.

١١٤٨ - رحم الله أخي الخضر لو كان حيا لَزَارَني (٢).


(١) قال الألباني في السلسلة الضعيفة (٥/ ٤٨١): «والحديث قال فيه شيخ الإسلام ابن تيمية في (مجموع الفتاوي ١١/ ١٩٧): «لا أصل له، ولم يَرْوِه أحد من أهل المعرفة بأقوال النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وأفعاله، وجهاد الكفار من أعظم الأعمال، بل هو أفضل ما تطوع به الإنسان .. ». ثم ذكر بعض الآيات والأحاديث الدالة على أنه من أفضل الأعمال، فكأنه - رحمه الله - يشير بذلك إلى استنكار تسميته بالجهاد الأصغر.
(٢) قال ابن حجر: «لا يثبت مرفوعًا، وإنما هو من كلام بعض السلف ممن أنكر حياة الخَضِر - عليه السلام -».

<<  <  ج: ص:  >  >>