للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الموضوعات لخطبة الجمعة يجعلها تستوعب متطلبات الوعي لدى المسلم المواظب على حضور هذه الخطبة.

١٠ - إن خطبة الجمعة باستمرارها وتكرارها، وبتنوع موضوعاتها ذات آثار عظيمة في تربية الأمة، وتصحيح عقيدتها، وتقويم مسلكها، وتجنيد طاقاتها لخدمة عقيدة الإسلام، ونصرة دين الله - عز وجل -.

في بحث عن أثر خطبة الجمعة في مصر (طبقا لموقع Islamdoor.com) أفاد ٧٨% من العينة أنهم يتأثرون دائمًا بما يقوله الخطيب، وأفاد ٧١% أنهم يلتزمون دائمًا بما يقوله الخطيب.

وتم الاتفاق مع أحد الخطباء على أن يخطب عن الربا، وأجرِىَ استفتاء قبل الخطبة، وبعدها، فكانت النتيجة أن ٨٥% كانوا يعرفون المفهوم الصحيح للربا، وبعد الخطبة ارتفعت النسبة إلى ٩٧%، و٣٣% كانوا يعرفون عقوبة الربا، وارتفعت إلى ٩٤%، و٥٠% كانوا يفضلون الاستثمار في البنوك الإسلامية وارتفعت إلى ٦٤%، و٣٤% سينصحون الآخرين بترك الربا، و٣١% سيقاومون أي عمل ربوي.

وتعكس هذه النتائج دور خطبة الجمعة ليس فقط في المعالجات الإسلامية للقضايا والمشكلات الاقتصادية والاجتماعية، ولكن أيضًا في طرح ما يستجد من هذه المشكلات والمساهمة في حلها وفقا للمرجعية الإسلامية؛ إذ لا يمكن للمنبر أن يتخذ موقفًا محايدًا منها على اعتبار أن هذا يناقض وظيفة الخطبة، فضلا عن وجود تأثيرات سلبية خطيرة نفسيًا، واجتماعيًا، واقتصاديًا.

والتصدي لمثل هذه المشكلات هو من صميم خطبة الجمعة؛ نظرا لأن الخطيب في هذه الحالة يقوم بفريضة (الحسبة) (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) التي تعادل فريضة الجهاد في سبيل الله - عز وجل -؛ فالأولى مجالها الداخل، والثانية مجالها الخارج.

<<  <  ج: ص:  >  >>