للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن لسان حال هؤلاء المستضعفين:

كَتَبنا بالدّمِ الغالي بيانَا ... نُخَبِّر مَن نُحبُّ بما دهَانَا

ونَنْقُل صورةً عَنَّا إليْكُم ... تَرَوْنَ بها الحرائقَ والدُخَانَا

تَرَوْنَ مَدامِعَ الأطفالِ لَمَّا ... يُجَمِّدُها الجليدُ على لِحَانا

تَرَوْنَ نساءَنا مُتلَفِّعاتٍ ... بحسْرَتِهِنَّ يَنْشُدْن الحَنَانَا

تَرَوْنَ شيوخَنا عجَزَتْ خُطاهُمْ ... فما هربُوا ولا وَجدُوا الأمَانَا

تَرَوْنَ بُيوتَنا صارتْ قُبورًا ... وتحتَ رُكامِها دفنُوا رُؤَانا

أحِبَّتَنَا أعَادِينَا قُساةٌ ... فلا تتَعجَّبُوا مِمَّا اعْتَرَانَا

همُ اختطفوا هُدوءَ الليلِ مِنَّا ... ومِن أجواءِنا سَرَقُوا شَذَانَا

نَلُوذُ بِمَنْ أرَانا الحقَّ حقًّا ... ومَن بظلالِ رحمتِه احْتوانا

أمِا والله مَا نخشَى عدُوًّا ... يَظَلُّ برَغْم قسوتِه جبَانَا

زَرَعْنا للبُطولةِ جانِحَيْها ... فطارَتْ نحونا تحْمِي حِمَانَا

وذَوَّبْنَا الجليدَ بها وسِرْنا ... تُغَرِّد تحتَ أرجُلِنا خُطَانَا

بُطُولَتُنا غَذَوْناها يَقينًا ... وأسْرَجْنَا لجوْلَتِها الحِصانَا

سقَيْنَاها الدُعَاءَ ومَا مَلَلْنَا ... نُنَاشِدُ مَن بقُدْرتِه كفَانَا

تكَامَل موقفُ الأعداءِ مِنَّا ... وأيَّدَ بعضُهم بعضًا عَيانَا

لِقاءٌ بين شَرقٍ مُستَبِدٍّ ... وغربٍ بالعداوةِ واجَهَانَا

أحِبَّتَنَا لنا حقٌّ عليكمْ ... ومَن عرَفَ الحقوقَ رعَى وصَانَا

أقَمْنا حُجَّةَ الإسلامِ فيكُمْ ... وأحْيَيْنا الجهادَ علَى ثَرانَا

بذَلْنا النفْسَ للمولَى وطِرْنَا ... بأجنحةِ الرضَا لما دعانَا

<<  <  ج: ص:  >  >>