للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سِئِمْنَا قَولَ أشباهِ الرجالِ ... رويبضةٍ (١) ... فما يدْرِي الخِطابَا

مسيلمةٌ لنا في كُلِ عصرٍ ... يُنادينا ويَنْتَحِبُ انْتِحَابَا

ويُقْسِمُ مثل إبليسٍ بخيرٍ ... ويُقْسمُ أنَّ في الدينِ اضطرابَا

فيا عُقَلاءَ أمتِنَا أفيقوا ... سيُفلحُ مَن تَوكلَ واستجابا

فدِينُ الله لم يمسَسْهُ شَكٌ ... وشَرُّ القومِ مَن أزرَى وعابَا

فيَا ليْتَ الرشادَ لنَا دليلٌ ... فيهدينا الحقيقةَ والصوابَا

فقدْ قال الإلهُ به شفاءٌ ... لأمّتِنَا إذا عانَتْ مُصَابَا

به الرَّحَمَاتُ تشمَلُ كلَّ حَيٍّ ... به البركاتُ تنْسكِبُ انسكابَا

أما علِمَتْ بأنَّ الشّرْعَ نورٌ ... ومَن يُعرضْ فقد ذاق العذابا؟

فدينُ اللهِ منصورٌ لزامًا ... كَنُورِ الشمسِ يخترقُ السحابَا

ومَن في الناسِ يُطفِئُ نورَ ربّي ... ومَن يُرْخِي عَلَى الحقِّ الحجَابَا؟!


(١) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ سدد خطاكم قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم -: «سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ سَنَوَاتٌ خَدَّاعَاتُ، يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ، وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ، وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ، وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ»، قِيلَ: «وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ؟» قَالَ: «الرَّجُلُ التَّافِهُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ». (رواه ابن ماجه، وصححه الألباني).
وفي رواية: «السَّفِيهُ يَتَكَلَّمُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ») رواه الإمام أحمد في المسند، وحسنه الأرنؤوط). وفي رواية:
«الْفُوَيْسِقُ يَتَكَلَّمُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ» (رواه الإمام أحمد في المسند، وحسنه الأرنؤوط).
(سَنَوَاتٌ) جَمْعُ سَنَةٍ، (خَدَّاعَاتُ) الخداع المكر والحيلة، وإضافة الخداعات إلى السنوات مجازية. والمراد أهل السنوات. (الرُّوَيْبِضَةُ) تضغير رابضة. وهو العاجز الذي ربض عن معالي الأمور وقعد عن طلبها، وَالتَّافِهُ الْحَقِيرُ الْيَسِيرُ، أَيْ: قَلِيلُ الْعِلْمِ» (بتصرف من حاشية السندي على سنن ابن ماجه، ومن تعليق محمد فؤاد عبد الباقي عليها).

<<  <  ج: ص:  >  >>