بعد الإمارة والوزا ... رة والأمور الساميه
ومنازلٍ كانوا بها ... فوق المنازل عاليه
وتحرّمٍ برضاعٍ أو ... في مُرضعٍ لك فاديه
فاليوم قد رموا لدي ... ك بما يشيب الناصيه
أضحوا وجلُّ مناهم ... منك الرضى والعافيه
فإذا رضيت فإن أن ... فسهم بحكمك راضيه
فاليوم قد سلب الزما ... ن كرامتي وبهائيه
واليوم قد ألقى الزما ... ن جرانه بفنائيه
ورمى سواد مقلتي ... فأصاب حين رمانيه
يا من يود لي الردى ... يكفيك ويحك ما بيه
يكفيك ما أبصرت من ... ذلّي وذلّ مكانيه
يكفيك أني مستبا ... حٌ معشري ونسائيه
ورزئت مالي كله ... وفدى الخليفه ماليه
إن كان لا يرضيك إ ... لا أن أذوق حماميه
فلقد رأيت الموت من ... قبل الممات علانيه
وفجعت أعظم فجعةٍ ... وفنيت قبل فنائيه
ولبست أثواب الذلي ... ل ولم تكن بلباسيه
وعطبت في سخط الإما ... م على رفيع بنائيه
فانظر بعينك هل ترى ... إلا قصوراً خاليه
وذخائراً مقسومةً ... قُسّمن قبل مماتيه
وحرائراً من بين صا ... رخةٍ عليّ وباكيه
ونوادباً يندبنني ... تحت الدجى بكنائيه
يابا عليّ البرمك ... يّ فما أُجيب الداعيه
وبكاؤهن وقد سمع ... ت مقلقلٌ أحشائيه
أخليفة الله الرضى ... لا تشتمن أعدائيه
اذكر عهودك لي وما أعطيتني بوفائيه
اذكر مقاساتي الأمو ... ر وخدمتي وعنائيه
ارحم جعلت لك الفدا ... كبري وشدة حاليه
ارحم أخاك الفضل وال ... باقين من أولاديه
فلقد دعوك وقد دعو ... تك إن سمعت دعائيه
أخليفة الرحمان إ ... نك لو رأيت بناتيه
وبكاء فاطمة الكئي ... بة والمدامع جاريه
ومقالها بترجّعٍ ... وا شقوتا وشقائيه
من لي ولا من لي وقد ... فصم الزمان قناتيه
وعدمت صفو معيشتي ... وتغيرت حالاتيه
من لي وقد غضب الزما ... ن على جميع رجاليه
أودى الزمان بجوره ... بساستي وحماتيه
يا عطفة الملك الرّضى ... عودي علينا ثانيه
فوقّع الرشيد في رقعته: ضرب الله مثلاً قريةً كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون. وقد قلت:
يا آل برمك إنما ... كنتم ملوكاً عاديه
فطغيتم وبغيتم ... وكفرتم نعمائيه
هذا عقوبة من عصى ... من فوقه وعصانيه
كنتم كشيء قد مضى ... أحلام نومٍ ساريه
وتمثل بقول مهلهل:
بات ليلي بالأنعمين طويلا ... أرقب النجم ساهراً أن يزولا
أزجر العين أن تُبكِّي الطلولا ... إن في الصدر من كليب غليلا
إن في الصدر غلةً لن تقضّى ... ما دعا في الغضون داعٍ هديلا
لم يطيقوا أن ينزلوا فنزلنا ... وأخو الحرب من أطاق النزولا