للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثمّ يأتي الروضة، وهي كالحوض المربع، وفيها يصلي إمام الموضع اليوم، ويُكثر من التسبيح، والدعاء، والثناء على الله تعالى، والاستغفار، ثمّ يأتي المنبر فيضع يده على الرُّمّانة (١)، ويسأل الله تعالى ما شاء، ثمّ يأتي الحنّانة (٢)، ويسأل الله تعالى الرحمة (٣).

ثم أتى البقيع، وزار قبر حمزة، وقُبة العباس، وقُبة عثمان، وسائر المهاجرين والأنصار، وليس في هذه المواقف دعاءٌ معينٌ، فبأيّ دعاءٍ دعا جاز، وما ذكرنا من الأدعية بعضها مرويةٌ عن رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم-، وبعضها عن الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم أجمعين، فالتبرّك بما يكون أقرب إلى القبول، وعليه بقراءة كتاب الله ما دام راكباً، وبالتسبيح ما دام عاملاً، وبالدعاء ما كان خالياً. (اخ) (٤) (ظ) (٥)


(١) المراد بالرمّانة هنا: موضع يد النبي -صلى الله عليه وسلم- ومقعده من المنبر، كما نص على ذلك ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم ٢/ ٢٤٤.
(٢) قال في الاختيار ١/ ١٧٧: " ثم يأتي الأسطوانة الحنانة، وهي التي فيها بقية الجذع الذي حنّ إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- حين تركه وخطب على المنبر".
(٣) يمكن أن يستدل على التبرك بمسح ما مسّ جسد الرسول -صلى الله عليه وسلم- بما روى ابن أبي شيبة، (٣/ ٤٥٠:برقم ١٥٨٨١) عن يزيد بن عبد الملك بن قسيط قال: «رأيت نفرا من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا خلا لهم المسجد قاموا إلى رمانة المنبر القرعاء فمسحوها ودعوا». وقال ابن تيمية في الاقتضاء ٢/ ٢٤٤: ("قال أبو بكر الأثرم: قلت لأبي عبد الله - يعني أحمد بن حنبل -: قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- يمس ويتمسح به؟ فقال: ما أعرف هذا. قلت له: فالمنبر؟ فقال: أما المنبر فنعم قد جاء فيه. قال أبو عبد الله: شيء يروونه عن ابن أبي فديك عن ابن أبي ذئب عن ابن عمر: أنه مسح على المنبر. قال: ويروونه عن سعيد بن المسيب في الرمانة" ... إلى أن قال ابن تيمية: " فأما اليوم فقد احترق المنبر، وما بقيت الرمانة، وإنما بقي من المنبر خشبة صغيرة، فقد زال ما رخص فيه، لأن الأثر المنقول عن ابن عمر وغيره، إنما هو التمسح بمقعده").
ويُنظر: الاختيار ١/ ١٧٧، البحر العميق ٥/ ٢٩٠٣، مراقي الفلاح ص ٢٨٥، الفتاوى الهندية ١/ ٢٦٦.
(٤) الاختيار ١/ ١٧٧.
(٥) الفتاوى الظهيرية (٧٧/أ).

<<  <   >  >>