للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٥ - مشايخ العراق]

هذا المصطلح كالذي قبله، وإن كانت مدرسة الحنفية في العراق متقدمةً في النشأة على مدرسة بلاد ما وراء النهر، بل من العراق انطلق مذهب أبي حنيفة وأصحابه، والظاهر أنه عند ذكر العراقيين في مقابلة مشايخ بخارى أو غيرهم لا يُراد أئمة المذهب كأبي حنيفة وأصحابه، إنما مَن بعدهم من فقهاء حنفيّة العراق كأبي الحسن الكرخي، وأبي بكر الجصاص، وأبي عبدالله الجرجاني، وأبي بكر القدوري وغيرهم (١)، وهذا أيضاً لم أجد من نصّ عليه، لكنه يفهم من سياق هذا المصطلح في كتب تراجم وفقه الحنفية (٢).

[٦ - المتقدمون والمتأخرون]

المتقدمون هم من أدرك أئمة الحنفية الثلاثة، والمتأخرون: من لم يُدركهم، هذا هو الغالب عند الحنفية عند إطلاق هذا المصطلح، كما نصّ على ذلك اللكنوي (٣).

وقيل: الحدّ الفاصل بين المتقدمين والمتأخرين رأس القرن الثالث، وهو الثلاثمائة، فالمتقدمون مَن قبله، والمتأخرون مَن بعده (٤).

والمتأمّل لهذين التفسيرين يجد أن البون بينهما ليس شاسعاً، وأن المسألة تقديرية أغلبية، والسمنقاني عند إيراده لهذا المصطلح لا يخرج عن هذين التقديرين (٥)، وفي كلامه ما يُشعر أنّ المتقدمين يطلق على أبي حنيفة وسائر من روى عنه من أصحابه، والمتأخرون مَن عداهم، فإنه قال في مقدمته: "وجمعت فيه ما هي مرويّةٌ عن أصحابنا المتقدمين، وما هي مختارةٌ عند المشايخ المتأخرين" (٦).


(١) يُنظر: الصفحة رقم ٨٥ من هذا البحث.
(٢) يُنظر: تاج التراجم لابن قطلوبغا ص ٩٨، ٣١٨، حاشية ابن عابدين ٣/ ٨٦.
(٣) يُنظر: عمدة الرعاية ١/ ٧٢، المذهب الحنفي للنقيب ١/ ٣٢٧.
(٤) يُنظر: عمدة الرعاية ١/ ٧٢، المذهب الحنفي للنقيب ١/ ٣٢٧.
(٥) يُنظر: الصفحة رقم ٨٧، والصفحة رقم ٣٢٧، والصفحة رقم ٦٠٨ من هذا البحث.
(٦) يُنظر: الصفحة رقم ٤٩ من هذا البحث.

<<  <   >  >>