للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[فصل في الاستخلاف]

الاستخلاف جائزٌ (١)؛ لما روي عن عمر رضي الله عنه أنه سبقه الحدث في صلاته فاستخلف (٢)، وكذا عن أبي بكر رضي الله عنه (٣). (ظ) (٤)


(١) يُنظر: بدائع الصنائع ١/ ٢٢٧، المحيط البرهاني ١/ ٤٨٩، البناية ٢/ ٣٧٨، البحر الرائق ١/ ٣٩١.
(٢) رواه البيهقي في السنن الكبرى، [كتاب الصلاة، باب الصلاة بإمامين أحدهما بعد الآخر]، (٣/ ١٦١:برقم ٥٢٥٧) عن خالد بن اللجلاج، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه صلى يوما للناس فلما جلس في الركعتين الأوليين أطال الجلوس، فلما استقبل قائما نكص خلفه فأخذ بيد رجل من القوم فقدمه مكانه، فلما خرج إلى العصر صلى للناس فلما انصرف، أخذ بجناح المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: " أما بعد، أيها الناس، فإني توضأت للصلاة فمررت بامرأة من أهلي فكان مني ومنها ما شاء الله أن يكون، فلما كنت في صلاتي وجدت بللا، فخيرت نفسي بين أمرين: إما أن أستحيي منكم وأجترئ على الله، وإما أن أستحيي من الله وأجترئ عليكم، فكان أن أستحيي من الله وأجترئ عليكم أحب إلي، فخرجت فتوضأت وجددت صلاتي، فمن صنع كما صنعته فليصنع كما صنعت ". ضعفه ابن عساكر، وقال الذهبي: "خالد لم يدرك عمر". يُنظر في الحكم على الحديث: تاريخ دمشق ١٩/ ٤، المهذب في اختصار السنن الكبير ٢/ ١٠٤٥. قلت: وقد ثبت عن عمر رضي الله عنه استخلافه عبدَالرحمن بن عوف رضي الله عنه لما طُعن في صلاته، رواه البخاري في صحيحه، [كتاب الجهاد والسير، باب الجاسوس]، (٥/ ١٥: برقم ٣٧٠٠) ..
(٣) لم أقف عليه، وربما أراد المؤلف عموم الاستخلاف عنه رضي الله عنه، وهو ثابتٌ عند البخاري في صحيحه، [كتاب الأذان، باب الرجل يأتم بالإمام ويأتم الناس بالمأموم]، (١/ ١٤٤:برقم ٧١٣) عن عائشة رضي الله عنها، قالت: لما ثقل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جاء بلال يؤذنه بالصلاة، فقال: «مروا أبا بكر أن يصلي بالناس»، فقلت: يا رسول الله إن أبا بكر رجل أسيف وإنه متى ما يقم مقامك لا يسمع الناس، فلو أمرت عمر، فقال: «مروا أبا بكر يصلي بالناس» فقلت لحفصة: قولي له: إن أبا بكر رجل أسيف، وإنه متى يقم مقامك لا يسمع الناس، فلو أمرت عمر، قال: «إنكن لأنتن صواحب يوسف، مروا أبا بكر أن يصلي بالناس» فلما دخل في الصلاة وجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في نفسه خفة، فقام يهادى بين رجلين، ورجلاه يخطان في الأرض، حتى دخل المسجد، فلما سمع أبو بكر حسه، ذهب أبو بكر يتأخر، فأومأ إليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فجاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى جلس عن يسار أبي بكر، فكان أبو بكر يصلي قائما، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي قاعدا، يقتدي أبو بكر بصلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والناس مقتدون بصلاة أبي بكر رضي الله عنه.
قال العيني في شرح سنن أبي داود ٤/ ٢٠٥:" الذي سبقه الحدث عاجز عن المضي في الصلاة، فيجوز له الاستخلاف، كما أن أبا بكر عجز عن المضي فيها لكون المضي من باب التقدم على رسول الله ... فصار هذا أصلاً في سنن كَل إمام عجز عن الإتمام أنَ يتأخر ويَسْتَخلف غيره".
(٤) الفتاوى الظهيرية (٢٧/ب).

<<  <   >  >>