للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[فصل في المواقيت]

اعلم أن الله تعالى شرع الصلاة لأوقاتها بقوله: {الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا (١٠٣)} (١) أي: فرضاً مؤقتا (٢).

والأوقات الخمس ثبتت بإمامة جبريل عليه السلام، "رُوي أنه صلّى برسول الله -صلى الله عليه وسلم- في يومين، صلّى في اليوم الأول في الوقت الأول، وفي اليوم الثاني في الوقت الآخِر، ثم قال: يا محمد، الصلاة ما بين هذين الوقتين" (٣). (طح) (٤)

وللوقت أوّلٌ وآخِر؛ فأوّلُ وقتِ الفجر من حين يطلع الفجر المعترض في الأفق إلى طلوع الشمس (٥).

والفجر فجران: سُمّي الفجر الأول كاذباً، وهو البياض الذي يبدو كذَنَبِ السِّرْحان (٦)، ويعقُبه ظلامٌ لا يخرج به وقتُ العشاء ولا يَثبت شيءٌ من أحكام النهار (٧).


(١) سورة النساء، من الآية (١٠٣).
(٢) يُنظر: أحكام القرآن للجصاص ٢/ ٣٣٢، المبسوط ١/ ١٤١، بدائع الصنائع ١/ ٨٩، تفسير النسفي ١/ ٣٩٢.
(٣) أخرجه أحمد في مسنده، (٥/ ٢٠٢:برقم ٣٠٨١) عن ابن عباس، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- " أمّني جبريل عند البيت، فصلى بي الظهر حين زالت الشمس، فكانت بقدر الشّراك، ثم صلى بي العصر حين كان ظل كل شيء مثليه، ثم صلى بي المغرب حين أفطر الصائم، ثم صلى بي العشاء حين غاب الشفق، ثم صلى بي الفجر حين حرم الطعام والشراب على الصائم، ثم صلى الغد الظهر حين كان ظل كل شيء مثله، ثم صلى بي العصر حين كان ظل كل شيء مثليه، ثم صلى بي المغرب حين أفطر الصائم، ثم صلى بي العشاء إلى ثلث الليل الأول، ثم صلى بي الفجر فأسفر، ثم التفت إلي فقال: يا محمد، هذا وقت الأنبياء من قبلك، الوقت فيما بين هذين الوقتين ". صححه الحاكم وابن خزيمة وابن الملقن، وقال: "أصل أصيل في الباب". يُنظر في الحكم على الحديث: البدر المنير ٣/ ١٥٠، نصب الراية ١/ ٢٢١.
(٤) شرح مختصر الطحاوي للأسبيجابي ص ٣٨١، (تحقيق: محمد الغازي).
(٥) يُنظر: المبسوط ١/ ١٤١، تحفة الفقهاء ١/ ٩٩، بدائع الصنائع ١/ ١٢٢، العناية ١/ ٢١٧.
(٦) السِّرحان هو الذئب، والذنب معروف، والمراد أنّ العرب تُشبّه الفجر الكاذب بذنَب الذئب لمعنيين: أحدهما طوله، والثاني: أن ضوء هذا الفجر يكون في الأعلى دون الأسفل، كما أن الذنَب يكثر شعره في أعلاه لا في أسفله. يُنظر: غريب الحديث ١/ ١٧٤، طلبة الطلبة ص ١٠، البناية للعيني ٢/ ١٤.
(٧) يُنظر: المبسوط ١/ ١٤١، تحفة الفقهاء ١/ ٩٩، بدائع الصنائع ١/ ١٢٢، العناية ١/ ٢١٧، حاشية ابن عابدين ١/ ٣٥٩.

<<  <   >  >>