للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[فصل في القران]

المحرمون أربعة: المفرد بالحجّ، والمفرد بالعمرة، والقارن، والمتمتع (١).

أما المفرد بالحج والعمرة فقد ذكرنا (٢).

وأمّا القارن فهو من يجمع بين العمرة والحج في الإحرام، يقول: "لبيك بحجةٍ وعمرةٍ"، في سفرٍ واحدٍ (٣)، وهو أفضلُ من التمتع (٤).

وإذا أراد الرجلُ القرانَ يتأهّب للإحرام كما يتأهّب المفرد، ويتوضأ أو يغتسل، ويصلّي ركعتين، ويقول بعد السلام: "اللّهمّ إني أريد الحجّ والعمرة فيسّرهما لي، وتقبلهما مني"، ثمّ يلبّي ويقول: "لبيك بحجةٍ وعمرةٍ معاً" (٥).

ثم يبدأ بأفعال العمرة إذا دخل مكة، يطوف بالبيت لعمرته سبعة أشواطٍ كما يطوف المفرد، ثمّ يسعى بين الصفا والمروة، ولا يحلق ولا يحلّ، بل يخرج إلى عرفات، ويقف، ثمّ يطوف بالبيت للحجّ،


(١) يُنظر: شرح مختصر الطحاوي للجصاص ٢/ ٥٠١، المبسوط ٤/ ٢٥، تحفة الفقهاء ١/ ٣٩٣.
(٢) يُنظر الصفحة رقم ١١٠١ من هذا البحث في فصل كيفية أداء الحج.
(٣) يُنظر: المبسوط ٤/ ٢٥، تحفة الفقهاء ١/ ٣٩٣، الهداية ١/ ١٥١، تبيين الحقائق ٢/ ٤٠.
(٤) لأنه نسك النبي -صلى الله عليه وسلم-، وذلك لما روى البخاري في صحيحه، [كتاب الحج، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: «العقيق واد مبارك]، (٢/ ٣٥:برقم ١٥٣٤) عن عكرمة، أنه سمع ابن عباس رضي الله عنهما، يقول: إنه سمع عمر رضي الله عنه، يقول: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- بوادي العقيق يقول: " أتاني الليلة آت من ربي، فقال: صل في هذا الوادي المبارك، وقل: عمرة في حجة".
يُنظر: شرح مختصر الطحاوي للجصاص ٢/ ٥٠٨، المبسوط ٤/ ٢٦، بدائع الصنائع ٢/ ١٧٤، الاختيار ١/ ١٦٠.
(٥) مرّ الكلام على هذه المسائل في الحج سابقاً، وأما الدعاء بالتيسير؛ فلأن الحج عبادة عظيمة فيها كلفة ومشقة شديدة فيستحب الدعاء بالتيسير، والتسهيل، وبالقبول بعد التحصيل إذ لا كل عبادة تقبل.
يُنظر: تحفة الفقهاء ١/ ٣٩٩، بدائع الصنائع ٢/ ١٤٤، الهداية ١/ ١٥١، الاختيار ١/ ١٦٠، تبيين الحقائق ٢/ ٤٢.

<<  <   >  >>