للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إِلَى النَّار والمكاوي جزع وَتَركه وَقيل تَركه لإشارة شُرَيْح القَاضِي وعذل النَّاس شريحاً فِي تِلْكَ الْإِشَارَة فَقَالَ لَهُم وددت لَو أَن الله قطع يَده يومَا وَرجله يَوْمًا وَسَائِر جسده يومَاً يَوْمًا وَلَكِن المستشار مؤتمن وَكَانَ زِيَاد قد جمع النَّاس بِبَاب قصره يعرضهم على لعن عَليّ بن أبي طَالب لعن الله اللاعنَ والعارضَ فَمن أَبى عرضه على السَّيْف وَذكر عبد الرَّحْمَن بن السَّائِب قَالَ حضرتُ فصرت إِلَى الرحبة وَمَعِي جمَاعَة من الْأَنْصَار فَنمت فَرَأَيْت فِي مَنَامِي وَأَنا جَالس فِي جمَاعَة رأيتُ شخصا طَويلا قد أقبل فَقلت من هَذَا قَالَ أَنا النقاد ذُو الرَّقَبَة بعثت إِلَى صَاحب هَذَا الْقصر فانتهيت فَزعًا فَمَا كَانَ إِلَّا مِقْدَار سَاعَة حَتَّى خرج خَارج من الْقصر فَقَالَ انصرفوا فالأمير عَنْكُم مَشْغُول وَإِذا بِهِ قد أَصَابَهُ مَا ذكرنَا من الْبلَاء فِي كَفه وَفِي ذَلِك يَقُول عبد لله بن السَّائِب من أَبْيَات // (من الْبَسِيط) //

(مَا كَانَ منتهياً عَمَّا أَرَادَ بِنَا ... حتَّى أُتِيحَ لَهُ النَّقَّادُ ذُو الرَّقَبَهْ)

)

فَأَسْقَطَ الشِّقَّ مِنْهُ ضَرْبَةٌ ثَبَتَتْ ... لَمَّا تَنَاوَلَ ظُلْمًا صَاحِبَ الرَّحبهْ)

قلت صَاحب الرحبة يُرِيد بِهِ عَليّ بن أبي طَالب لِأَنَّهُ دفن فِي رحبة مَسْجِد الْكُوفَة على أحد الْأَقْوَال فِي مَوضِع قَبره وَقد ذكرت الِاخْتِلَاف فِيهِ فِيمَا تقدم فَهَلَك وَهُوَ ابْن خمس وَخمسين وَدفن بالثومة من أَرض الْكُوفَة لَا رَحمَه الله قَالَ يومَاً لجلسائه من أنعَم النَّاس عَيْشًا قَالُوا أَمِير الْمُؤمنِينَ قَالَ هَيْهَات فَأَيْنَ مَا يَلْقَى من لرعية قَالُوا فَأَنت أَيهَا الْأَمِير قَالَ فَأَيْنَ مَا يَرِدُ علينا من الثغور وَالْخَرَاج بل أنعمهم عَيْشًا من لَهُ سداد من عَيْشٍ وحَظ من دِينٍ وَامْرَأَة حسناءُ رضيها ورضيته لَا يعرفنا وَلَا نعرفه وَلما توفّي زِيَاد قدم ابْنه عبيد الله على مُعَاوِيَة وَهُوَ ابْن خمس وَعشْرين سنة فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَة من اسْتعْمل أَبوك على المصرين فَأخْبرهُ فَقَالَ مُعَاوِيَة لَو اسْتعْملت أَبوك لاستعملتك فَقَالَ لَهُ عبيد الله أنْشدك الله أَن يَقُول لي أحد

<<  <  ج: ص:  >  >>