بعْدك لَو استعملك أَبوك لَا اسْتَعْمَلْتُك فولاه خرسان من الْبَصْرَة سنة خمس وَخمسين ووصاه فَكَانَ من وَصيته اتَّقِ الله وَلَا تؤثرن على تقواه شَيْئا فَإِن فِي تقواه عوضا وَقِ عرضك من أَن تذله وَإِذا أَعْطَيْت عهدا فأوف بِهِ وَلَا تتبعن كثيرا بِقَلِيل وَلَا يخْرجن مِنْك أَمر حَتَّى تبرمه فَإِذا خرج فَلَا يردن عَلَيْك وَإِذا لقِيت عَدوك فَكبر أكبر من مَعَك وقاسمهم على كتب الله وَلَا تطُمعنَّ أحدا فِي غير حَقه وَلَا تؤيسن أحدا من حق هُوَ لَهُ ثمَّ ودَعه وَسَار وَذَلِكَ فِي أول سنة أَربع وَخمسين من الْهِجْرَة النَّبَوِيَّة على صَاحبهَا أفضل الصَّلَاة والتحية ذكر أَن مُعَاوِيَة تنَازع إِلَيْهِ عَمْرو بن عُثْمَان بن عَفَّان رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ وَأُسَامَة بن زيد بن حَارِثَة مولى رَسُول الله
رَضِي الله عَنهُ فِي أَرض فَقَالَ عَمْرو لأسامة كَأَنَّك تنكرني فَقَالَ لَهُ أُسَامَة مَا يسرني نسبك بولائي فَقَامَ مَرْوَان بن الحكم فَجَلَسَ إِلَى جَانب عَمْرو بن عُثْمَان فَقَامَ الْحسن بن عَليّ بن أبي طَالب فَجَلَسَ إِلَى جنب أُسَامَة فَقَامَ سعيد بن الْعَاصِ فَجَلَسَ إِلَى جنب مَرْوَان فَقَامَ الْحُسَيْن بن عَليّ فَجَلَسَ إِلَى جنب الْحسن فَقَامَ عبد الله بن عَامر بن كريز بن ربيعَة بن عبد شمس فَجَلَسَ إِلَى جنب سعيد بن الْعَاصِ فَقَامَ عبد لله بن جَعْفَر بن أبي طَالب فَجَلَسَ إِلَى جنب الْحُسَيْن فَقَامَ عبد الرَّحْمَن بن الحكم فَجَلَسَ إِلَى جنب عبد الله بن عَامر فَقَامَ عبد الله ابْن الْعَبَّاس فَجَلَسَ إِلَى جنب عبد لله بن جَعْفَر فَلَمَّا رأى ذَلِك مُعَاوِيَة قَالَ لَا تعجلوا أَن كنت شَاهدا إِذْ أقطعها رَسُول الله
أُسَامَة بن زيد فَقَامَ الهاشميون فَخَرجُوا ظَاهِرين وَأَقْبل عَلَيْهِ الأمويون وَقَالُوا هلا كنت أصلحت بَيْننَا قَالَ دَعونِي فو الله مَا ذكرت عيونهم تَحت المغافر بصفين إِلَّا لبس على عَقْلِي وَإِن الْحَرْب أَولهَا نجوى واواسطها شكوى وَآخِرهَا بلوى ثمَّ تمثل بِأَبْيَات عَمْرو بن معدي كرب // (من الْكَامِل) //
وَقد تقدم ذكرهَا فِي آخر خلَافَة عمر رَضِي لله تَعَالَى عَنهُ ثمَّ قَالَ مَا فِي لقلوب يشب الحروب وَالْأَمر الْكَبِير يَبْعَثهُ الْأَمر الصَّغِير وَمِمَّا ذكره المَسْعُودِيّ قَوْله ضحك مُعَاوِيَة ذَات يَوْم ضحكاً ذهب بِهِ كل