للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

يلقى سالما ابْنه فيقبله وَيَقُول سيخ يقبل شَيخا وَقَالَ خَالِد بن أبي بكر بَلغنِي أَن عبد الله بن عمر كَانَ يلام فِي حب ابْنه سَالم فَيَقُول من // (الطَّوِيل) //

(يلُومُونَنِي فِي سَالِم وَأَلُومُهُمْ ... وَجِلْدَةُ بَين العَينِ والأنفِ سَالِمُ)

وَرَوَاهُ بَعضهم يديرونني وأديرهم قَالَ الصَّفَدِي اشْتهر هَذَا الْبَيْت كثيرا وروسل بِهِ وَكتب بِهِ عبد الْملك إِلَى الْحجَّاج انْتهى قلت تَفْسِير قُتَيْبَة ذَلِك بِأَن سالمَاً كَانَ عبدا رجل وَكَانَ عِنْده إِلَى آخِره لَا يُوَافق مَا ذكره الصَّفَدِي أَن الْبَيْت لعبد الله بن عمر فِي ابْنه سَالم بن عبد الله بن عمر وَالأَصَح التَّفْسِير الثَّانِي لرِوَايَة نَافِع لَهُ عَن عبد الله بن عمر إِلَّا أَن يكون عبد الله متمثلا بِهِ لَا ناظمه فَيمكن مَا قَالَه قُتَيْبَة وصَحَّف الْجَوْهَرِي بل حرَف فِي صحاحِه فَقَالَ يُقَال للجلدة الَّتِي بَين الْعين وَالْأنف سَالم وَأورد الْبَيْت قَالَ الصَّفَدِي وَأَنا شَدِيد التَّعَجُّب من صَاحب الصِّحَاح كَونه مَا فهم الْمَعْنى من الْبَيْت وَأَن الْكَلَام جارٍ على التَّشْبِيه وَأَن سالما عِنْد أَبِيه بِمَنْزِلَة هَذِه الْجلْدَة من الْمَكَان الْمَذْكُور لعزته قَالَ الْخَطِيب التبريزي تبع الْجَوْهَرِي خَاله إِبْرَاهِيم الفارابي صَاحب ديوَان الْأَدَب فِي غلط هَذَا الْموضع انْتهى وَلم يُغير الْوَلِيد بعد موت الْحجَّاج أحدا من عماله بل أبقاهم حَتَّى كَانَ سُلَيْمَان ابْن عبد الْملك فعزلهم جَمِيعًا وَاسْتعْمل غَيرهم قَالَ ابْن حمدون فِي تَذكرته ذكر أَن وضاح الْيمن كَانَ من أحسن النَّاس شكلا وأجملهم وجهَاً وَكَانَ يتبرقع فِي المواسم من الْعين فحجت أم الْبَنِينَ زَوْجَة الواليد ابْن عبد الْملك فرأت هَذَا فهويته واستقدمته بمدح فَقدم ومدح الْوَلِيد بقصيدة فَأَجَازَهُ وَكَانَت أم الْبَنِينَ تَأتي بِهِ لإبى قصرهَا وتجلس مَعَه وَإِذا خَافت خبأته فِي صندوق فأُهدِيَ إِلَى الْوَلِيد جَوْهَر فاستدعى بخادم وأرسله بِهِ إِلَى أم الْبَنِينَ

<<  <  ج: ص:  >  >>