عبد الْعَزِيز وزيراً ومشيراً ثمَّ إِنَّه أَرَادَ أَن يسْتَكْتب يزِيد بن أبي مُسلم وَزِير الْحجَّاج فَقَالَ لَهُ عمر سَأَلتك بِاللَّه يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ لَا تحيي ذكرى الْحجَّاج باستكتابك يزِيد فَقَالَ لَهُ سُلَيْمَان يَا عمر إِنِّي لم أجد عِنْده خِيَانَة فِي دِرْهَم وَلَا دِينَار فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِن إِبْلِيس أعف مِنْهُ فِي الدِّرْهَم وَالدَّنَانِير قد أغوى الْخلق فَأَضْرب سُلَيْمَان عَمَّا عزم عَلَيْهِ وَفِي الْكَامِل لأبي الْعَبَّاس مُحَمَّد بن يزِيد الملقب بالمبرد النَّحْوِيّ الْمَشْهُور أَنه دخل على سُلَيْمَان بن عبد الْملك يزِيد بن أبي مُسلم وَزِير الْحجَّاج وَكَانَ يزِيد قبيحاً دميما فَقَالَ لَهُ سلمَان قبح الله رجلا أجرَك رسنه وشركك فِي أَمَانَته يعرض بالحجاج فَقَالَ يزِيد يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ لَا تقل هَذَا قَالَ سُلَيْمَان وَلم قَالَ لِأَنَّك رَأَيْتنِي وَالْأَمر عني مُدْبِر وَلَو رَأَيْتنِي والأمرُ عليَّ مقبل لاستحسنت مني مَا استقبحت ولاستعظمت مَا استصغرت فَقَالَ لَهُ سُلَيْمَان وَيحك وَقد اسْتَقر الْحجَّاج فِي قَعْر جَهَنَّم بَعْدُ أم لَا فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ لَا تقل ذَلِك فِي الْحجَّاج قَالَ وَلم قَالَ لِأَن الْحجَّاج وطأ لكم المنابر وذلَل لكم الْجَبَابِرَة وَإنَّهُ يَأْتِي يَوْم الْقِيَامَة عَن يَمِين أَبِيك عبد الْملك ويسار أَخِيك الْوَلِيد فَحَيْثُ مَا كَانَا كَانَ ولى سُلَيْمَان بن عبد الْملك أَخَاهُ مسلمة بن عبد الْملك وَكَانَ يلقب بالجرادة الصَّفْرَاء أرمينية وأذربيجان غير مرّة وإمرة الْعِرَاقِيّين وسيره فِي مائَة وَعشْرين ألفا إِلَى الْقُسْطَنْطِينِيَّة كَمَا تقدَّم وروى مسلمة عَن عمر بن عبد الْعَزِيز وَهُوَ مَذْكُور فِي سنَن أبي دَاوُد سُلَيْمَان ابْن الْأَشْعَث السجسْتانِي من الْفَوَائِد عَن مسلمة أَنه لما حصر عمورية حصل لَهُ صداع فَلم يركب فِي الْحَرْب فَقَالَ أهل عمورية للْمُسلمين مَا لأميركم لم يركب الْيَوْم فَقَالُوا عرض لَهُ صداع فأخرجوا لَهُ برنساً وَقَالُوا ألبسوه لَهُ يزل عَنهُ مَا يجد فلبسه مسلمة فشفي لوقته ففتشوه فَلم يَجدوا فِيهِ شَيْئا ثمَّ فتقوا أزراره فَإِذا فِيهَا بطاقة مَكْتُوب فِيهَا هَذِه الْآيَات آيَات التَّخْفِيف {الآنَ خَففَ اَللَّهُ عَنكمُ} الْآيَة
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute