للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

دخلت عَلَيْهِ وَهُوَ جَالس فِي مُصَلَّاهُ تسيلُ دُمُوعه على لحيته فَقَالَت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أَشَيْء حدث قَالَ يَا فَاطِمَة إِنِّي تقلدت من أَمر أمة مُحَمَّد

أسودها وأحمرها فتفكرت فِي الْفَقِير الجائع وَالْمَرِيض الضائع والعاري المجهود والمظلوم المقهور والغريب الْأَسير وَالشَّيْخ الْكَبِير وَذي الْعِيَال الْكثير وَالْمَال الْقَلِيل وأشباههم فِي أقطار الأَرْض وَسَائِر الْبِلَاد فَعلمت أَن رَبِّي سائلي عَنْهُم يَوْم الْقِيَامَة فَخَشِيت أَلا تثبت لي حجَّة فَبَكَيْت وَعَن الْأَوْزَاعِيّ أَن عمر بن عبد الْعَزِيز كَانَ جالسَاً فِي بَيته وَعِنْده أَشْرَاف بني أُميَّة فَقَالَ تحبون أَن أولي كل رجل مِنْكُم جنداً فَقَالَ رجل مِنْهُم لم تعرض علينا مَا لَا تَفْعَلهُ فَقَالَ ترَوْنَ بساطي هَذَا إِنِّي لأعْلم أَنه سيصير إِلَى بلَاء وفناء وَإِنِّي أكره أَن تدنسوه بأرجلكم فَكيف أوليكم ديني وأوليكم أَعْرَاض الْمُسلمين وأسارهم هَيْهَات فَقَالُوا أما لنا قرَابَة أما لنا حق قَالَ مَا أَنْتُم وأقصى رجل من الْمُسلمين فِي هَذَا الْأَمر عِنْدِي إِلَّا سَوَاء إِلَّا رجل من الْمُسلمين حَبسه عني طول شقته حَدثنَا مُعَاوِيَة بن صَالح الْحِمصِي حَدثنِي سعيد بن سُوَيْد أَن عمر بن عبد الْعَزِيز صلى بهم الْجُمُعَة ثمَّ جلس وَعَلِيهِ قَمِيص مرقوم الجيب من بَين يَدَيْهِ وَمن خَلفه فَقَالَ لَهُ رجل يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِن الله قد أَعْطَاك فَلَو لبست فَنَكس رَأسه مَلِيًّا ثمَّ رَفعه فَقَالَ أفضل الْقَصْد عِنْد الْجدّة وَأفضل الْعَفو عِنْد الْمقدرَة وَحدث إِبْرَاهِيم بن هِشَام عَن أَبِيه عَن جده عَن مسلمة بن عبد الْملك قَالَ دخلت على عمر بن عبد الْعَزِيز فَإِذا عَلَيْهِ قَمِيص وسخ فَقلت لزوجته وَهِي أُخْتِي فَاطِمَة بنت عبد الْملك اغسلوا قَمِيص أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقَالَت نَفْعل ثمَّ عدت فَإِذا بالقميص على حَاله فَقلت لَهَا فَقَالَت وَالله مَا لَهُ قَمِيص غَيره رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ وأرضاه

<<  <  ج: ص:  >  >>