وخُفاه وَرِدَاؤُهُ فَإِذا هن يعدلنَ اثنَي عشر درهما وَعَن زَوجته فَاطِمَة أَنَّهَا قَالَت مَا اغْتسل وَالله عمر من جَنَابَة مُنْذُ ولي هَذَا الْأَمر كَانَ نَهَاره فِي أشغال الْمُسلمين ورد الْمَظَالِم وليله فِي عبَادَة ربه قَالَ الْحَافِظ كَانَ لعمر بن عبد الْعَزِيز رأفة بالخلق عَامَّة وبأولاد النَّبِي
خَاصَّة من ذَلِك قصَّة زيد بن الْحسن السبط رَضِي الله عَنْهُمَا وَذَلِكَ أَن عمر بن عبد الْعَزِيز كتب فِي حَقه حِين كَانَ والياً على الْمَدِينَة الشَّرِيفَة من قبل الْوَلِيد إِلَى الْوَلِيد أما بعد فَإِن زيد بن الْحسن شرِيف بني هَاشم فأدوا إِلَيْهِ صدقَات رَسُول الله
وأعنه يَا هَذَا على مَا استعانك عَلَيْهِ فَأمر لَهُ بذلك قَالَ عبد الله بن وهب حَدثنِي يَعْقُوب قَالَ بَلغنِي أَن الْوَلِيد كتب إِلَى زيد بن الْحسن يسْأَله أَن يُبَايع لِابْنِهِ ويخلع سُلَيْمَان بن عبد الْملك من ولَايَة الْعَهْد الَّذِي عَهده لَهُ أَبوهُ عبد الْملك إِلَى الْوَلِيد فَفرق زيد وَأجَاب الْوَلِيد فَلَمَّا اسْتخْلف سُلَيْمَان وَجدَ كتاب زيد بذلك إِلَى الْوَلِيد فَكتب إِلَى أبي بكر بن حزم أميره ادْع زيدا فاقرأ عَلَيْهِ كِتَابه فَإِن عرفه فَاكْتُبْ إِلَيّ وَإِن أنكرهُ فحلفه قَالَ فخاف الله واعترف بذلك وَأَشَارَ عَلَيْهِ الْقَاسِم بن مُحَمَّد وَسَالم بن عبد الله بن عمر فَكتب بذلك ابْن حزم إِلَى سُلَيْمَان بن عبد الْملك وَكَانَ جَوَاب سُلَيْمَان أَن اضربه مائَة سَوط وَدِرْعه عباءة ومشه حافيَاً قَالَ فحبس عمر بن عبد الْعَزِيز الرَّسُول فِي عَسْكَر سُلَيْمَان وَقَالَ حَتَّى أكلم أَمِير الْمُؤمنِينَ فِيمَا كتب بِهِ وَمرض سُلَيْمَان فَمَاتَ فَحرق عمر بن عبد الْعَزِيز الْكتاب جزاه الله تَعَالَى فِي فعله أفضل الْجَزَاء وَقَالَ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ لَو كنت فِي قتلة الْحُسَيْن وَأمرت أَن أَدخل الْجنَّة مَا فعلتُ حَيَاء أَن تقع عَليّ عين رَسُول الله
وأتى الْوَلِيد بن عبد الْملك بِرَجُل من الْخَوَارِج فَقَالَ مَا تَقول فِي الْحجَّاج قَالَ مَا عساي أَن أَقُول فِي الْحجَّاج وَهل الْحجَّاج إِلَّا خَطِيئَة من خطاياك وَأَبِيك وشَرَر من نارك وناره فلعنة الله عَلَيْك وعَلى الْحجَّاج مَعَك وَأَقْبل يشتمهما فَالْتَفت الْوَلِيد إِلَى عمر بن عبد الْعَزِيز فَقَالَ مَا تَقول فِي هَذَا قَالَ عمر مَا أَقُول