فِي هَذَا هَذَا رجل يشتمكم فإمَّا أَن تشتموه كَمَا يشتمكم أَو تعفون فَغَضب الْوَلِيد وَقَالَ مَا أَظُنك إِلَّا خارجياً فَغَضب عمر وَقَالَ مَا أَظُنك إِلَّا مجنونَاً وَقَامَ وَخرج مغضباً ولحقه خَالِد بن الريان فَقَالَ لَهُ مَا حملك على مَا أجبْت بِهِ أَمِير الْمُؤمنِينَ وَالله لقد ضربْتُ يَدي على قَائِم سَيفي أنتظره مَتى يَأْمُرنِي بِضَرْب عُنُقك فَقَالَ لَهُ عمر وكنتَ فاعلَا لَو أَمرك قَالَ نعم فَلَمَّا اسْتخْلف عمر بن عبد الْعَزِيز جَاءَ خَالِد بن الريان فَقَامَ على رَأسه كَمَا كَانَ يقوم على رَأس من كَانَ قبله من الْخُلَفَاء وَكَانَ رجل من الْكتاب يضر وينفع بقلمه فجَاء حَتَّى جلس مَجْلِسه الَّذِي يجلس فِيهِ بَين يَدي الْخَلِيفَة فَنظر عمر إِلَى خَالِد بن الريان فَقَالَ لَهُ يَا خَالِد ضع سَيْفك فَإنَّك تطيعنا فِي كل مَا أمرناك بِهِ وضع أَنْت يَا هَذَا قلمك فقد كنت تضر وَتَنْفَع وَقَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي قد وضعتهما فَلَا ترفعهما قَالَ فوَاللَّه مَا زَالا وضيعين بشر حَتَّى مَاتَا قلت قد تقدّمت هَذِه الرِّوَايَة على نوع مُخَالفَة لما هُنَا وروى أَنه رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ صعد الْمِنْبَر ذَات يَوْم بِمَكَّة فَقَالَ أَيهَا النَّاس من كَانَت لَهُ ظلامة فليتقدم فتقَدم عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ كرم الله وَجهه فَقَالَ إِن لي ظلامة عنْدك فَقَالَ وَمَا ظلامتك فَقَالَ مقامك هَذَا الَّذِي أَنْت فِيهِ فَقَالَ إِنِّي لأعْلم ذَلِك وَلَكِن لَو علمت أَن النَّاس يتركونه لَك وَالله لتركته وروى عَن الإِمَام جَعْفَر الصَّادِق بن مُحَمَّد الباقر قَالَ كَانَ العَبْد الصَّالح أَبُو حَفْص عمر بن عبد الْعَزِيز يهدي إِلَيْنَا الدَّرَاهِم وَالدَّنَانِير فِي زقاق الْعَسَل خوفًا من أهل بَيته قَالَ الْكَلْبِيّ لما أفضت الْخلَافَة إِلَى عمر بن عبد الْعَزِيز وقدمت عَلَيْهِ الشُّعَرَاء كَمَا كَانَت تقدم على الْخُلَفَاء فأقاموا بِبَابِهِ أيامَاً لم يُؤذن لَهُم فِي الدُّخُول حَتَّى قدم عدي بن أَرْطَاة وَكَانَت لَهُ مِنْهُ مكانة فتعرض لَهُ جرير وَسَأَلَهُ أَن يسْتَأْذن لَهُم فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ الشُّعَرَاء ببابك لَهُم أَيَّام لَا يُؤذن لَهُم وأقوالهم نَافِذَة وسهامهم مَسْمُومَة فَقَالَ عمر يَا عدي مَالِي وللشعراء فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِن النَّبِي
مُدِحَ وأعطَى وَفِيه أُسْوَة لكل مُسلم فَقَالَ وَمن مدحه قَالَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute