للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

النِّكَاح جنونٌ وَيَكْفِي الْعَاقِل أَن يجن فِي السّنة إِلَّا مرّة وَاحِدَة وأحصى من قَتله أَبُو مُسلم صبرَاً وَفِي حروبه فَكَانُوا سِتّمائَة ألف ونيفاً وَفِي المحاسن قَالَ قَالَ ابْن الْمعَافي لأبي مُسلم أَيهَا الْأَمِير لقد قُمْت بأمرِ لَا يقصر بك ثَوَابه عَن الْجنَّة فِي إِقَامَة دولة بني الْعَبَّاس فَقَالَ خوفي من النَّار وَالله أولى من طمعي فِي الْجنَّة إِنِّي أطفأت من بني أُميَّة جَمْرَة وألهبت من بني الْعَبَّاس نيراناً فَإِن أفرح بالإطفاء فواحسرتا من الإلهاب وَحدث أَبُو نميلَة عَن أَبِيه قَالَ سَمِعت أَبَا مُسلم بِعَرَفَات يَقُول فِي الْموقف باكياً اللَّهُمَّ إِنِّي أَتُوب إِلَيْك مِمَّا أَظن أَنَّك لن تغفره لي فَقلت أَيهَا الْأَمِير أيعظم على الله تَعَالَى غفران ذَنْب فَقَالَ إِنِّي نسجت ثوبَاً من الظُّلم لَا يبْلى مَا دَامَت الدولة لبني الْعَبَّاس فكم صارخٍ وصارخةٍ تلعنني عِنْد تفاقم هَذَا الْأَمر فَكيف يغْفر الله تَعَالَى لمن هَذَا الْخلق خصماؤه انْتهى وَاخْتلف فِي نسبته فَقيل من الْعَرَب وَقيل من الْعَجم وَقيل من بني أُميَّة وَقيل من الأكراد وَقيل لَهُ مَا كَانَ سَبَب خُرُوج الدولة عَن بني أُميَّة فَقَالَ لأَنهم أبعدوا أصدقاءهم ثِقَة بهم وأدنوا أعداءهم تألفاً لَهُم فَلم يصر الْعَدو صديقا بالتأليف وَصَارَ الصّديق عدوا بالإبعاد وَفِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَمِائَة دخل عبد الرَّحْمَن بن مُعَاوِيَة بن هِشَام بن عبد الْملك بن مَرْوَان الْأمَوِي الْمُسَمّى بالداخل لِأَنَّهُ أول من دخل الْمغرب فَدخل الأندلس وَاسْتولى عَلَيْهَا وامتدت أَيَّامه وَبقيت الأندلس فِي يَد أَوْلَاده إِلَى بعد الأربعمائة وَكَانَ عبد الرَّحْمَن هَذَا من أهل الْعلم وَالْعدْل وَكَانَت سيرته حميدة فِي الدّين وَكَانَ يُجَاهد الْكفَّار على إعلاء كلمة الدّين فَقيل للْإِمَام مَالك بن أنس رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ إِن بالمغرب ملكا قَائِما بالشرائع يلبس الصُّوف وَيَأْكُل الشّعير ويجاهد أَعدَاء الدّين من الْمُشْركين المجاورين لَهُ فَقَالَ مَا أحْوج بَلْدَتنَا إِلَى وَاحِد مثله تتزين بِهِ فوصلت كلمة مَالك إِلَيْهِ بالأندلس فَجمع النَّاس فِي مَمْلَكَته ونادى

<<  <  ج: ص:  >  >>