الْعَاقِبَة من حَيْثُ لَا تحتسب يَا بني احفظ مُحَمَّدًا
فِي أمته يحفظك الله ويحفظ عَلَيْك أمورك وَإِيَّاك وَالدَّم الْحَرَام فَإِنَّهُ حوب عِنْد الله عَظِيم وعار فِي الدُّنْيَا لَازم مُقيم والزم الْحُدُود فَإِن فِيهَا صلاحك العاجل والآجل وَلَا تَعْتَد فِيهَا فتبور فَإِن الله تَعَالَى لَو علم شَيْئا أصلح مِنْهَا لدينِهِ وأزجر عَن مَعَاصيه لأمر فِي كِتَابه وَاعْلَم أَن من شدَّة غضب الله لسلطانه أَمَرَ بِتَضْعِيف الْعَذَاب وَالْعِقَاب على من سعى فِي الأَرْض فَسَادًا مَعَ مَا ذخر لَهُ من الْعَذَاب الْأَلِيم فَقَالَ {إِنَمَا جزؤا الذَّينَ يُحَارِبونَ اللَّهَ وَرَسُولَه وَيسَعونَ فِي اَلأرَضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلوا} الْآيَة الْمَائِدَة ٣٣ فالسلطان يَا بني حَبل الله المتين وعروته الوثقى وَدينه القويم فاحفظه وحصنه وذب عَنهُ وأوقع بالملحدين فِيهِ والمارقين مِنْهُ واقتل الخارجين عَنهُ وَلَا تجَاوز مَا أَمرك الله بِهِ فِي مُحكم الْقُرْآن واحكم بِالْعَدْلِ وَلَا تشطط فَإِن ذَلِك أقطع للشغب وأحسم لِلْعَدو وأنجع فِي الدَّوَاء واعف عَن الغي فَلَيْسَ بك إِلَيْهِ حَاجَة مَعَ مَا أخلفه لَك وافتتح بصلَة الرَّحِم وبر القَرابة وَإِيَّاك والتبذير لأموال الرّعية واشحن الثغور بالمصالح واضيط الْأَطْرَاف وَأمن السبل وسكِّن الْعَامَّة وَأدْخل الْمرَافِق عَلَيْهِم وادفع المكاره عَنْهُم وَأعد الْأَمْوَال واخزنها وَإِيَّاك والتبذير فَإِن النوائب غير مَأْمُونَة وَهِي من شيم الزَّمَان وَأعد الكراع والجُنْدَ مَا اسْتَطَعْت وَإِيَّاك وَتَأْخِير عمل الْيَوْم إِلَى غَد فتتداول الْأُمُور ويضيع حدسك فِي إحكام الْأُمُور النازلات لأوقاتها وَأعد رجلا بِاللَّيْلِ لمعْرِفَة مَا يكون بِالنَّهَارِ ورجلا بِالنَّهَارِ لمعْرِفَة مَا يكون فِي اللَّيْل وباشر الْأُمُور وَلَا تضجر وَلَا تكسل وَاسْتعْمل حسن الظَّن بِاللَّه وأسئ الظَّن بعمالك وكتابك وخُذ نَفسك بالتيقظ وتفقد من يبيت على بابك وسَهلْ إذنك للنَّاس وَانْظُر فِي أَمر النزاع إِلَيْك ووكل بهم عينا غير نَائِمَة ونفساً غير لاهية وَلَا تنم فَإِن أَبَاك لم ينم مُنْذُ ولي الخلافةَ وَلَا دخل عَلَيْهِ الغمض إِلَّا وَقَلبه متيقظ هَذِه وصيتي إِلَيْك وَالله خليفتي عَلَيْك ثمَّ ودعه وَسَار إِلَى الْكُوفَة فَأحْرم مِنْهَا قارنَاً وسَاق الْهدى وَأَشْعرهُ وقلَّده لأيام خلت من ذِي الْقعدَة وَلما سَار منَازِل عرض لَهُ وَجَعه الَّذِي مَاتَ مِنْهُ وَهُوَ الْبَطن وَلما قرب من
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute