ملائمة لما طلب مني فَقلت لأحد الرُّسُل أبلغ الْوَزير أَنِّي قد قلت أَرْبَعَة أَبْيَات فَإِن كَانَ فَفِيهَا مقنع وَفِي مُدَّة ذهَاب الرَّسُول ومجيئه حضرني بيتان من غير ذَلِك الروى فَكتبت الْأَرْبَعَة فِي صدر الرقعة وعقبتهما بالبيتين وَذَلِكَ قولي من // (الْكَامِل) //)
ألْعَاشِقَانِ كلَاهُمَا متغضِّبُ ... وَكِلَاهُمَا متوحِّدٌ متجنِّبُ)
(صَدَّتْ مُغَاِضبةً وصَدَّ مُغَاضِبًا ... وكلاهُما ممَّا يُعَالِجُ مُتْعبُ)
(رَاجِعْ أَحِبَّتَكَ الَّذينَ هَجَرْتَهُمْ ... إنَّ المتيَّمَ قَلَّما يتجنَّبُ)
(إِن التجنُّبَ إنْ تطاوَلَ منْكُمَا ... دبَّ السُّلُوُّ لَهُ فَعَزَّ المَطْلَبُ)
ثمَّ البيتان وهما من // (السَّرِيع) //
(لَا بُدَّ للعاشِقِ من وَقْفَةٍ ... تكُونُ بَين الوَصْلِ والصَّرْمِ)
(حَتَّى إِذا الهَمُّ تمادَى بِهِ ... راجَعَ مَنْ يَهْوَى عَلَى رَغْمِ)
قَالَ ثمَّ وجهت بالرقعة فَدَفعهَا إِلَى الرشيد فَقَالَ وَالله مَا رَأَيْت شعرًا أشبه بِمَا نَحن فِيهِ من هَذَا وَالله لكَأَنِّي قصدت بِهِ فَقَالَ يحيى فَأَنت وَالله الْمَقْصُود يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ هَذَا يَقُول الْعَبَّاس بن الأحْنف فِي هَذِه الْقِصَّة فَلَمَّا قَرَأَ الْبَيْتَيْنِ وأفضى إِلَى قَوْله رَاجع من يهوى على رغم استغرق ضحكاً ثمَّ قَالَ إِنِّي وَالله أرَاجعهَا على رَغم يَا غُلَام نَعْلي فَنَهَضَ وأذهله الجذل وَالسُّرُور عَن أَن يَأْمر لي بِشَيْء فدعاني يحيى وَقَالَ إِن شعرك قد وَقع بغاية الْمُوَافقَة ثمَّ جَاءَ إِنْسَان فسارهُ بِشَيْء فَنَهَضَ ونهضت لنهوضه فَقَالَ يَا عَبَّاس أمسيت أنبل النَّاس أَتَدْرِي مَا سَارَّنِي بِهِ هَذَا الرَّسُول قلت لَا قَالَ ذكر أَن ماردة تلقت أَمِير الْمُؤمنِينَ لما علمت بمجيئه فَقَالَت لَهُ كَيفَ كَانَ هَذَا يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فَأَعْطَاهَا الشّعْر وَقَالَ هَذَا الَّذِي جَاءَ بِي قَالَت من يَقُوله فَقَالَ الْعَبَّاس بن الْأَحْنَف قَالَت فبكم كوفئ فَقَالَ الْخَلِيفَة مَا فَقلت شَيْئا قَالَت إِذن وَالله لَا أَجْلِس حَتَّى يكافأ وأمير الْمُؤمنِينَ قَائِم لقيامها وَأَنا قَائِم لقيامهما وهما يتناظران فِي صِلَتِكَ هَذَا كُله لَك قلت مَا لي من هَذَا إِلَّا الْقبْلَة فَضَحِك وَقَالَ هَذَا أحسن من شعرك فَأمر لي الْخَلِيفَة بمالِ وأمرتْ هِيَ لي بِمَال دونه وَأمر لي الْوَزير بِمَال دون مَا أمرت بِهِ وحملت المَال على بغلة انْتهى وروى عَن الْمبرد قَالَ حَدثنِي من أَثِق بِهِ أَن مُسلم بن الْوَلِيد الْأنْصَارِيّ الْمُسَمّى
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute