الْأَثِير فِي تَارِيخه الْمُسَمّى ب الْكَامِل هَذِه الْعين من عمل زبيدة بنت جَعْفَر زَوْجَة الرشيد وَهِي عين بازان قَالَ الْعَلامَة القطبي عين مشاش هِيَ عين مَكَّة مَوْجُودَة الْآن وَهِي من جملَة الْعُيُون الَّتِي تصب فِي عين حنين وَهِي تقوى وتضعف أَحْيَانًا لقلَّة الأمطار وَكَثْرَتهَا ومحلها مَعْرُوف وَلما كثر التّرْك بِبَغْدَاد ودخلوا فِي الْملك واستولوا على المملكة وَصَارَ بيدهم الْحل وَالْعقد وَالْولَايَة والعزل إِلَى أَن حملم الطغيان على الفتك بالخليفة المتَوَكل لما أَرَادَ أَن يصادر مَمْلُوك أَبِيه وصيفَاً التركي لِكَثْرَة أَمْوَاله وخزائنه فتعصب لَهُ باغر التركي وانحرف الأتراك عَن المتَوَكل فَدخل باغر وَمَعَهُ عشرَة أتراك وَهُوَ فِي مجْلِس أنسه وَعِنْده وزيره الْفَتْح بن خاقَان بعد مُضِيّ هزيع من اللَّيْل فصاح الْفَتْح وَيْلكُمْ هَذَا سيدكم وَابْن سيدكم وهرب من كَانَ حوله من الغلمان والندمان على وُجُوههم فَبَقيَ الْفَتْح وَحده والمتوكل غَائِب سَكرَان فَضَربهُ باغر بِالسَّيْفِ على عَاتِقه فَقده إِلَى حقوه فَطرح الْفَتْح نَفسه عَلَيْهِ فضربهما باغر ضَرْبَة ثَانِيَة فماتا جَمِيعًا فلفهما مَعًا فِي بِسَاط وَمضى هُوَ وَمن مَعَه وَلم ينتطح فِي ذَلِك عنزان وَقيل إِن سَبَب ذَلِك أَن ابْنه الْمُنْتَصر بَاطِن عَلَيْهِ الأتراك حَتَّى قَتَلُوهُ وَذَلِكَ أَنه كَانَ بَايع بالعهد للمنتصر ثمَّ أَرَادَ أَن يعزله ويولي المعتز ابْنه لمحبته لأمه فَسَأَلَ المتَوَكل المتنصر أَن ينزل عَن الْعَهْد فَأبى فَكَانَ يحضرهُ مجْلِس الْعَامَّة ويحط من مَنْزِلَته ويتهدده ويشتمه وَقيل كَانَ هَذَا وَهَذَا سَببا لذَلِك قَالَ المَسْعُودِيّ وَلم يَصح عَن المتَوَكل النصب حَدثنَا الْمبرد قَالَ قَالَ المتَوَكل لأبي الْحسن على الْهَادِي بن مُحَمَّد الْجواد بن عَلِي الرضي بن مُوسَى الكاظم بن جَعْفَر الصَّادِق مَا يَقُول ولد أَبِيك فِي الْعَبَّاس قَالَ مَا يَقُولُونَ فِي رجل فرض الله طَاعَة نبيه على خلقه وَفرض طَاعَته على نبيه فأعجب بجوابه المتَوَكل إعجاباً قلت لَا يخفي على الفطن هَذِه التورية من هَذَا السَّيِّد الْجَلِيل وصدقها وسعى إِلَى المتَوَكل بِأبي الْحسن الْمَذْكُور بِأَن فِي منزل سِلَاحا وكتابا من الشِّيعَة وَأَنه يُرِيد التَوثّب على الْخلَافَة فَبعث إِلَيْهِ المتَوَكل جمَاعَة فَهَجَمُوا على منزله فوجدوه على الأَرْض مُسْتَقْبل الْقبْلَة يقْرَأ الْقُرْآن فَحَمَلُوهُ على حَال إِلَى المتَوَكل والمتوكل
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute