للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

لحومها لَا غير وَأما خيل ركوبهم فَإِنَّهَا تحفر الأَرْض بحوافرها وتأكل عروق الشّجر لَا تعرف الشّعير وديانتهم سجودهم للشمس وَالْعِيَاذ بِاللَّه حَال طُلُوعهَا وَلَا يحرمُونَ شَيْئا ويأكلون جَمِيع الدَّوَابّ وَبني آدم وَلَا يعْرفُونَ نكاحَاً بل الْمَرْأَة الْوَاحِدَة يَأْتِيهَا الْجَمَاعَات ويثبون وثوب القردة يقطعون المسافات الطَّوِيلَة فِي أَيَّام قَليلَة ويخوضون الأوحال ويتعلقون بالجبال ويصبرون على الْعَطش والجوع ويهجرون الغمض والهجوع وَلَا يبالون بِالْحرِّ وَالْبرد والسهل والوعر طعامهم كف شعير وشربهم من طرف الْبِئْر يكَاد أحدهم يتقوت بِطرف أذن فرسه يقطعهَا ويأكلها نيئة ويصبر على ذَلِك أَيَّامًا عديدة بل يَكْتَفِي هُوَ وفرسه بحشيش الأَرْض مُدَّة مديدة ثمَّ سَارُوا إِلَى بَغْدَاد وهم ينوفون على مِائَتي ألف فَارس وراجل سالب باسل فَكَانَ مَا كَانَ مِنْهُم على الْخَلِيفَة المستعصم وبغداد وَأَهْلهَا وملكهم هولاكو بعد أَن مَاتَ جنكيزخان ثمَّ وصلوا إِلَى حلب وبذلوا فِيهَا السَّيْف بعد أَن ملكوا مَا بَينهَا وَبَين بَغْدَاد من المدن والقرى ثمَّ أرسل هولاكو إِلَى الْملك النَّاصِر صَاحب دمشق كتابا صورته يعلم سُلْطَان نَاصِر طَال بَقَاؤُهُ أَنا لما توجهنا إِلَى الْعرَاق وَخرج إِلَيْنَا جنودهم قتلناهم بِسيف الله ثمَّ خرج إِلَيْنَا رُؤَسَاء الْبَلَد ومقدموها فَكَانَت قصارى كل مِنْهُم سَببا لهلاك نفوس تسْتَحقّ الإذلال وَأما صَاحب الْبَلَد الْخَلِيفَة فَإِنَّهُ خرج إِلَى خدمتنا وَدخل تَحت عبوديتنا فَسَأَلْنَاهُ عَن أَشْيَاء كذبنَا فِيهَا فَاسْتحقَّ الإعدام وَكَانَ كذبه ظَاهرا {ووجدوا مَا عمِلُوا حَاضرا} الْكَهْف ٤٩ وَأَنت فأجب ملك البسيطة وَلَا تقولن قلاعي المانعات ورجالي المقاتلات وَقد بلغنَا أَن شذرة من عَسَاكِر الْعرَاق التجأت إِلَيْك هاربة وَإِلَى خبائك لائذة من // (الْكَامِل) //

(أينَ المفَرُّ وَلَا مفَرَّ لهاربٍ ... وَلنَا البسيطانِ الثرَى والمَاءُ)

فبساعة وقوفك على كتَابنَا تجْعَل قلاع الشَّام سماءها أرضَاً وطولها عرضا ثمَّ أرسل كتابا ثانيَاً يَقُول فِيهِ حَضْرَة ملك نَاصِر طَال عمره أما بعد فَإنَّا فتحنا

<<  <  ج: ص:  >  >>