بَغْدَاد واستأصلنا مُلكها ومَلكها وَقد كَانَ ضن بالأموال وَلم ينافس فِي الرِّجَال فَظن أَن ملكه يبْقى على ذَلِك الْحَال وَقد علا ذكره ونما قدره فَخسفَ فِي الْكَمَال بدره من // (المتقارب) //
(إِذا تَمَّ شيءٌ بدا نقصُهُ ... ترقَّبْ زوالَا إِذا قِيلَ تَمّ)
وَنحن فِي طلب الازدياد على ممر الآباد فَلَا تكن كَالَّذِين نسوا الله وأبدِ مَا فِي نَفسك إِمَّا إمْسَاك بِمَعْرُوف أَو تَسْرِيح بِإِحْسَان أجب دَعْوَة البسيطة تأمن من شَره وتنل من بره واسعَ إِلَيْهِ برجالك وأمرائك وَلَا تعُق رَسُولنَا وَالسَّلَام ثمَّ أرسل إِلَيْهِ كتابا ثَالِثا قَول فِيهِ أما بعد فَنحْن جنود الله بِنَا ينْتَقم مِمَّن عتا وتجبر وطغى وتكبر وبأمر الله مَا ائتمر إِن عوتب تنمر وَإِن رُوجِعَ اسْتمرّ وَنحن قد أهلكنا الْبِلَاد وأبدنا الْعباد وقتلنا النِّسَاء وَالْأَوْلَاد فيا أَيهَا الْبَاقُونَ أَنْتُم بِمن مضى لاحقون وَيَا أَيهَا الغافلون أَنْتُم إِلَيْهِم تساقون وَنحن جيوش الهلكة لَا جيوش المملكة مقصودنا الانتقام وملكنا لَا يرام ونزيلنا لَا يضام وعدلنا فِي ملكنا قد اشْتهر وَمن سُيُوفنَا أَيْن المفر وَلَا مفر ذلت لهيبتنا الْأسود وأصبحت فِي قبضتنا الْأُمَرَاء وَالْخُلَفَاء وَنحن إِلَيْكُم صائرون وَلكم الْهَرَب وعلينا الطّلب من // (الطَّوِيل) //
(ستعلَمُ ليلَى أيَّ دينٍ تداينَتْ ... وَأي غريمٍ للتقاضيِ غَريمُهَا)
دمرنا الْبِلَاد وأيتمنا الْأَوْلَاد وأهلكنا الْعباد وَجَعَلنَا عظيمهم صَغيراً وأميرهم أسرا تحسبون أَنكُمْ ناجون أَو متخلصون وَعَن قَلِيل سَوف تعلمُونَ على مَا تقدمون وَقد أعذر من أنذر فَلَمَّا وصلوا إِلَى دمشق خرج إِلَيْهِم الْملك المظفر الْمُسَمّى قطز من مُلُوك الأتراك من مصر ومقدم عسكره الظَّاهِر بيبرس البندقداري فَالتقى مَعَهم عِنْد عين جالوت وَوَقع المصاف يَوْم الْجُمُعَة خَامِس عشر رَمَضَان سنة ثَمَان وَخمسين وسِتمِائَة فَهزمَ التتار شَرّ هزيمَة وانتصر الْمُسلمُونَ وَللَّه الْحَمد والْمنَّة وَقتل من التتار مقتلة عَظِيمَة وولوا الأدبار وطمع النَّاس فيهم تخطفونهم وينتهبونهم وَجَاء كتاب الْملك المظفر إِلَى دمشق بِخَبَر النَّصْر فطار الْمُسلمُونَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute