للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْآتِيَة وَقطع الدُّعَاء لبني الْعَبَّاس ودعا لمَوْلَاهُ الْمعز وَذكر الْأَئِمَّة الاثْنَي عشر وَأذن بحي على خير الْعَمَل وَكَانَ يظْهر الْإِحْسَان إِلَى النَّاس وَيجْلس كل يَوْم سبت مَعَ الْوَزير جَعْفَر بن الْفُرَات واجتهد فِي تَكْمِيل الْقَاهِرَة وَفرغ من جَامعهَا سَرِيعا وَهُوَ الْجَامِع الْأَزْهَر الْمَشْهُور وَأرْسل أميرَاً من أمرائه يُسمى جَعْفَر بن فلاح إِلَى الشَّام فَأَخذهَا لسَيِّده الْمعز ثمَّ قدم مَوْلَاهُ الْمعز فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وثلاثمائة وصحبته توابيت آبَائِهِ فَلَمَّا وصل إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة فِي شعْبَان مِنْهَا تَلقاهُ أَعْيَان مصر فَخَطب النَّاس هُنَاكَ خطْبَة بليغة ارتجالَا ذكر فِيهَا فَضلهمْ وشرفهم وَقد كذب وَقَالَ إِن الله تَعَالَى قد أغاث الرعايا بهم وبذويهم حكى ذَلِك قَاضِي بِلَاد مصر وَكَانَ جَالِسا إِلَى جَانِبه ثمَّ إِنَّه سَأَلَهُ هَل رَأَيْت خَليفَة أفضل مني فَقَالَ القَاضِي لم أر أحدا من الخلائف سوى أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقَالَ لَهُ أحججت فَقَالَ نعم قَالَ وزرت قبر النَّبِي

قَالَ نعم قَالَ وقبر أبي بكر وَعمر قَالَ فتحيرتُ مَاذَا أَقُول ثمَّ نظرت فَإِذا ابْنه قَائِم مَعَ كبار الْأُمَرَاء فَقلت شغلني رَسُول الله

عَنْهُمَا كَمَا شغلني أَمِير الْمُؤمنِينَ عَن السَّلَام على ولي الْعَهْد ونهضت إِلَيْهِمَا فَسلمت عَلَيْهِمَا وَرجعت فانفسح الْمجْلس إِلَى غير هَذَا المجال ثمَّ سَار من الْإسْكَنْدَريَّة إِلَى مصر فَدَخلَهَا فِي الْيَوْم الْخَامِس من رَمَضَان من هَذِه السّنة فَنزل بالقصرين ثمَّ كَانَت أول حُكُومَة انْتَهَت إِلَيْهِ أَن امْرَأَة كافور الإخشيدي تقدّمت إِلَيْهِ فَذكرت لَهُ أَنَّهَا كَانَت أودعت رجلا من الْيَهُود الصواغ قبَاء من لُؤْلُؤ منسوج بِالذَّهَب وَأَنه جَحدهَا ذَلِك فَاسْتَحْضرهُ وَقَررهُ فَجحد الْيَهُودِيّ ذَلِك وَأنْكرهُ فَأمر عِنْد ذَلِك الْمعز أَن تحفر دَاره وَأَن يسْتَخْرج مَا فِيهَا فوجدوا القباء قد جعله فِي جرة وَدَفنه فسلمه الْمعز إِلَيْهَا فتقدمت إِلَيْهِ وعرضته عَلَيْهِ فَأبى أَن يقبله مِنْهَا ورده عَلَيْهَا فَاسْتحْسن ذَلِك مِنْهُ الْحَاضِرُونَ من مُؤمن وَكَافِر وَقد ثَبت فِي الحَدِيث أَن رَسُول الله

قَالَ إِن الله ليؤيد هَذَا الدّين بِالرجلِ الْفَاجِر وَفِي بعض التواريخ أَنه سُئِلَ فِي ذَلِك الْمجْلس عَن نسبه فاستل سَيْفه إِلَى نصفه بيمناه وَقبض قَبْضَة من الذَّهَب بيسراه فَقَالَ هَذَا نسبي وَهَذَا حسبي وَالله أعلم بِصِحَّة ذَلِك

<<  <  ج: ص:  >  >>