وَفِي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وثلاثمائة عملت الروافض الْبِدْعَة الشنعاء يَوْم عَاشُورَاء بِبَغْدَاد من تَعْلِيق المسوح ونثر النتن فِي الْأَسْوَاق وَخُرُوج النِّسَاء سافرات الْوُجُوه والنهود يَنحن على الْحُسَيْن رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ وَوَقعت فتْنَة عَظِيمَة بَين أهل السّنة وَالرَّوَافِض وكلا الْفَرِيقَيْنِ قَلِيل عقل بعيد من السداد وَذَلِكَ أَن جمَاعَة من أهل السّنة أركبوا امْرَأَة جملا وسموها عَائِشَة وَتسَمى بَعضهم بطلحة وَالزُّبَيْر وَقَاتل مقَاتل أَصْحَاب عَليّ بن أبي طَالب فَقتل من الْفَرِيقَيْنِ خلق كثير وعاثت العيارون فِي الْبَلَد بِالْفَسَادِ ونهبت الْأَمْوَال وَقتل الرِّجَال ثمَّ أَخذ جمَاعَة مِنْهُم فَقتلُوا وصلبوا فسكنت الْفِتْنَة قَالَ الْعَلامَة ابْن الْأَثِير فِي كَامِله لما اسْتَقر الْمعز الفاطمي فِي الديار المصرية وتأطد ملكه سَار إِلَيْهِ الْحُسَيْن بن أَحْمد القرمطي الأحسائي قَالَ ابْن عَسَاكِر وَبَقِيَّة نسبه ابْن أبي سعيد الْحسن بن بهْرَام وَيُقَال الْحسن بن أَحْمد بن الْحسن بن يُوسُف بن كودر كار يُقَال أصلهم من الْفرس قَالَ وَيعرف الْحُسَيْن هَذَا بالأعصم وَكَانَ قد تغلب على دمشق سنة سبع وَخمسين وثلاثمائة ثمَّ عَاد إِلَى بَلَده الأحساء بعد سنة ثمَّ عَاد إِلَى دمشق فِي سنة سِتِّينَ وَكسر جَيش جَعْفَر بن فلاح أول من نَاب بِالشَّام عَن الْمعز الفاطمي ذكر لَهُ الْحَافِظ ابْن عَسَاكِر أشعاراً حَسَنَة رائقة فائقة فَمن ذَلِك مَا كتبه إِلَى جَعْفَر بن فلاح قبل الْحَرْب بَينهمَا وَهُوَ هَذِه الأبيات من // (الْبَسِيط) //