للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَمن شعره أَيْضا قَوْله من // (الْكَامِل) //

(يَا سَاكِنَ البَلَدِ المَنِيعِ تَعزُّزًا ... بِقِلَاعِهِ وَحُصُونِهِ وَكُهُوفِهِ)

(لَا عِزَّ إِلاِّ لِلْعَزِيزِ بِنَفْسِهِ ... وَبِخَيْلِهِ وَبِرَجْلِهِ وَسُيُوفِهِ)

ثمَّ فِي هَذَا الْعَام وَهُوَ عَام ثَلَاث وَسِتِّينَ وثلاثمائة سَار إِلَى مصر فِي جَيش كَبِير من أَصْحَابه والتقى مَعَه أَمِير الْعَرَب بِبِلَاد الشَّام وَهُوَ حسان بن الْجراح الطَّائِي فِي عرب الشَّام بكاملهم فَلَمَّا سمع بِهِ الْمعز الفاطمي سقط فِي يَده لكثرتهم فَكتب إِلَى القرمطي يستميله وَيَقُول لَهُ إِن دَعْوَة آبَائِك إِنَّمَا كَانَت لآبائي قَدِيما فدعوتنا وَاحِدَة وَيذكر فَضله وَفضل آبَائِهِ فَرد لَهُ الْجَواب قَوْله من // (الْكَامِل) //

(زَعَمتْ رِجَالُ العُرْبِ أَنِّي هِبْتُهَا ... فَدَمِى إذَنْ مَا بَينْهَا مَطْلُولُ)

(يَا مِصْرُ إنْ لَمْ أَسْقِ أَرْضَكِ مِنْ دَمٍ ... يَرْوِى ثَرَاكِ فَلَا سَقَانِي النِّيلُ)

وصل كتابك الَّذِي كثر تَفْصِيله وَقل تَحْصِيله وَنحن سائرون على أَثَره وَالسَّلَام فَلَمَّا انْتَهوا إِلَى أَطْرَاف مصر عاثوا قتلا ونهباً وَفَسَادًا وحار الْمعز مَاذَا يفعل لِكَثْرَة من مَعَ القرمطي وَضعف جَيْشه عَن مقاومته فَعدل إِلَى المكيدة والخديعة فراسل حسان بن الْجراح أَمِير الْعَرَب ووعده بِمِائَة ألف دِينَار فَأرْسل إِلَيْهِ حسان أَن ابْعَثْ إِلَيّ بِمَا التزمت فِي أكياس وَأَقْبل بِمن مَعَك فَإِذا الْتَقَيْنَا انهزمتُ بِمن معي فَأرْسل إِلَيْهِ الْمعز بِمِائَة ألف فِي أكياس وَلكنهَا زغل أَكْثَرهَا ضرب النّحاس وَألبسهُ ذَهَبا وَجعله فِي أَسْفَل الأكياس وَوضع فِي رُءُوس الأكياس الدَّنَانِير الْخَالِصَة وَلما بعثها إِلَيْهِ ركب فِي أَثَرهَا بجيشه فَالتقى النَّاس فَلَمَّا تواجه الْفَرِيقَانِ ونشبت الْحَرْب بَينهمَا انهزم حسان بن الْجراح بالعرب فضعف جَانب القرمطي وَقَوي عَلَيْهِ الْمعز الفاطمي فَكَسرهُ وانهزمت القرامطة بَين يَدَيْهِ فَرَجَعُوا إِلَى أَذْرُعَات فِي أذلّ حَال وَبعث الْمعز فِي آثَارهم بعض الْأُمَرَاء فِي عشرَة آلَاف فَارس ليحسم مَادَّة القرامطة وَلما أرسل جَوْهَر الْقَائِد الرُّومِي الصّقليّ رَسُولا إِلَى سَيّده الْمعز الفاطمي بإفريقية يبشره بِفَتْح الديار المصرية وَإِقَامَة الدعْوَة وَالْخطْبَة لَهُ بهَا فَرح فرحَاً شَدِيدا وامتدحه الشُّعَرَاء فَكَانَ مِمَّن امتدحه شاعره مُحَمَّد بن هَانِئ الأندلسي بالقصيدة الْمَشْهُورَة وَهِي من // (الطَّوِيل) //

(تَقُولُ بَنو العباسِ هَلْ فُتِحَتْ مِصْرُ ... فَقُلْ لبني العباسِ قَدْ قُضِي الأَمْرُ)

<<  <  ج: ص:  >  >>