(فجيئوا بمَنْ ضمَّتْ لُّؤىُّ بنُ غالبٍ ... وجِيئوا بِمن ضمَّتْ كنانَةُ والنّضْرُ)
(وَلَا تَذرُوا عُلْيا مَعدِّ وعِزَّهَا ... ليُعْرفَ منكُمْ مَنْ لَهُ الحقُّ والأَمْرُ)
(ومِنْ عَجَبِ أَن اللسانََ جَرَى لَهُمْ ... بذكرٍ عَلَى حينَ انْقَضَوْا وانْقَضَى الذِّكْرُ)
(فَبَادُوا وعَفَّى الله آثارَ مُلْكِهِمْ ... فَلَا خَبَرٌ تلقَاهُ عنهُمْ وَلَا خُبْرُ)
(أَلَا تلكمُ الأرْضُ الأَرِيضَةُ أَصْبحَتْ ... وَمَا لِبنِى العباسِ عرضهَا ختر)
(فَقَدَ دَالَتِ الدُّنيَا لآلِ محمدٍ ... وقدْ جرَّرَتْ أذيالَهَا الدولةُ البِكْرُ)
(وردَّ حقوقَ الطالبيِّينَ مَنْ زكَتْ ... صنائِعُهُ فِي آلِهِ وزَكَا الذُّخْرُ)
(مُعِزُّ الهُدَى والدينِ والرَّحِمِ الَّتِي ... بِهِ اتَّصلَتْ أسبَابُهَا ولَهُ الشُّكْرُ)
(مَنِ انَتاشَهُمْ فِي كلِّ شرقٍ ومغربٍ ... فبُدِّلَ أَمْناً ذَلِكَ الخَوْفُ والذُّعْرُ)
(وكُلُّ إماميِّ يَجيءُ كَأَنَّمَا ... على يَدِهِ الشِّعْرَى وَفي وجْهِهِ البَدْرُ)
(وَلما تولَّتْ دولةُ النَّصْبِ عَنْهُمُ ... تولى العَمَى والجَهْلُ واللُّؤمُ والغَدْرُ)
(حقوقٌ أتَتْ من دونِهَا أَعصُرٌ خَلَتْ ... فَمَا رَدَّهَا دَهْرٌ عليهِمْ وَلَا عَصْرُ)
(فجرَّدَ ذُو التَّاجِ المقاديرَ دونَهَا ... كَمَا جُرِّدَتْ بيضٌ مضارِبُها حُمْرُ)
(وأنقذَها مِنْ بُرْثُنِ الدهرِ بعدَمَا ... تواكَلَها الفرْس الْمُنِيب والهَصْرُ)
(وأجْرَى على مَا أنزل اللَّهُ قَسْمَهَا ... فَلمْ يَنْخَرِمْ فيهَا قليلٌ وَلَا كُثْرُ)
(فدونَكُمُ يَا آلَ بَيْتِ محمَّدٍ ... صَفَتْ بمعزِّ الدِّينِ حَمْأَتُها الكُدْرُ)
(فقدْ صارَتِ الدُّنْيَا إليكُمْ مَصِيرَهَا ... وَصَار لَهُ الحمْدُ المُضَاعَفُ والأَجْرُ)
(أمامٌ رأيتُ الدينَ مُرْتَبِطًا بِهِ ... فَطَاعَتُه فَوْزٌ وعِصْيَانه خُسْرُ)
(أرَى مَدْحَهُ كالمدحِ لله إِنَّه ... قُنُوتٌ وَتَسْبِيحٌ يُحَطُّ بِهِ الوِزْرُ)
(هُوَ الوَارِثُ الدُّنْيَا ومَنْ خُلِقَتْ لَهُ ... مِنَ النَّاسِ حَتَّى يلتقي الْقطر والقطْرُ)
(وَمَا جَهِلَ المنصورُ فِي المَهْدِ فَضْلَهُ ... وَقد لاحَتِ الأعْلَامُ والسِّمة البُهْرُ)
(رَأَى أَنْ يُسَمَّى مالكَ الأرضِ كلِّها ... فلمَّا رَآهُ قَالَ ذَا الصَّمَدُ الوَتْرُ)
(وَمَا ذَاكَ أخذٌ بالفَرَاسَةِ وَحْدَهَا ... وَلا أَنه فِيها إِلَى النُّطْقِ مُضْطَرُّ)
(ولكنَّ مَرْجُوّاً مِنَ الأَثَرِ الَّذِي ... تَلَقّاهُ عَنْ حَبْرٍ ضَنِينٍ بِهِ حبْرُ)
(وكنزاً مِنَ العِلْمِ الرُّبُوبِيِّ إِنه ... هوَ العِلْمُ حقَّا لَا العِيَافَةُ والزَّجْرُ)
(فبشِّرْ بِهِ البيتَ المحرَّمَ عاجِلاً ... إذَا أَوْجَفَ التَّطْوَافُ بالناسِ والنَّفْرُ)