للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الفخار زكي الأَصْل والنجار الفائز بحوز قصبات السَّبق فِي الْحسب الصميم الْكَاف لأكُف من تعاشى عَن الْهِدَايَة وسلك مسالك الغواية وَكَانَ لَهُ فِي العجرفة تصميم الَّذِي لَا تحصى صِفَاته بتعداد وَلَو أَن الشّجر أَقْلَام وَالْبَحْر مداد واسأل بذلك كل خَبِير عليم الخنكار الْكَبِير والخاقان الشهير سُلَيْمَان بن سليم أهدي إِلَى مقَامه نَجَائِب التَّحِيَّة وَالتَّسْلِيم وَرَحمته الطّيبَة وَبَرَكَاته الصيَّبة الموصولة بنعيم دَار النَّعيم وحرس جنابه العالي وَحرمه الْمُحْتَرَم من صروف اللَّيَالِي بِمَا حفظ بِهِ الْآيَات وَالذكر الْحَكِيم فَإِنَّهُ ورد من تلقائه أَطَالَ الله للْمُسلمين فِي بَقَائِهِ مرسوم سطعت أنواره وطلعت بالمسرة شموسه وأقماره وتضاحكت فِي عرصات الْمجد كمائمه وأزهاره وَجَرت فِي جداول الْحَمد أنهاره وتحاسد على مشرفه ليل الزَّمَان ونهاره مرسوم تقر بِهِ الْعُيُون وَتصْلح بِهِ الْأَحْوَال والشئون أنشئ لله نجاره فوجدناه أشفى من الترياق وأبهى من الإثمد فِي دعجٌ الأحداق يتبلج تبلج الْبَرْق ويحلب الْخيرَات تحلب الودق يفوق اللُّؤْلُؤ الثمين منشوراً ويفضح شقائق النُّعْمَان زهوراً وَيجْعَل مَمْدُود الثَّنَاء عَلَيْهِ مَقْصُورا فتعطرت الأندية بنشره وأعلنت الألسن بِحَمْدِهِ وشكره وهب فِي الْبَوَادِي والأمصار نسيم ذكره وَدخلت النَّاس أَفْوَاجًا تَحت نَهْيه وَأمره // (من الْخَفِيف) //

(حَبَّذا مُدْرَجًا كَرِيمًا جَليْلاً ... زَانَهُ مُنْشِىءٌ كَرِيمٌ جَلِيلُ)

(لَفْظهُ الدُّرُّ فِي السُّمُوطِ وفَخْرًا ... وبِمَعْنَاهُ سَلْسَلٌ سَلْسَبِيلُ)

(وإِذَا المُدْرَجَاتُ كَانَتْ مُلُوكًا ... فَهْوَ فِيهَا وبَيْنَها إِكْلِيلُ)

(مُدْرَجٌ فِيهِ للبَهاءِ غُدو ... ومَرَاحٌ ومَسْرحٌ ومَقِيلُ)

فَللَّه در أنامل صاغته بالبلاغة وضمنته مَا يعجز عَنهُ قدامَة وَابْن المراغة فَلَو رَآهُ الْملك الضليل لطأطأ رَأسه خاضعاً أَو لبيد خر سَاجِدا وراكعاً وعرفنا مَا ذكره سُلْطَان الْأُمَم وَملك رِقَاب الْعَرَب والعجم المتسم بحماية الْحرم من الْإِحَاطَة بطاعتنا ودخولنا تَحت لوائه وأقواله وأفعاله وَالْحَمْد لله الَّذِي وفقنا لطاعته وردنا عَن السلوك فِي مُخَالفَته فَإِن لنا بكم الْحَظ الأوفر مَعَ زِيَادَة الْحسنى والنصيب الأفخر الأهنى

<<  <  ج: ص:  >  >>