للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَخرج إِلَى مَكَّة سنة تسع وَأَرْبَعين وَألف وَمَعَهُ الْمحمل الْيَمَانِيّ السلطاني وَوضع بالقبة المبنية فِي مَحل سِقَايَة الْعَبَّاس بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام قلت قد رَأَيْته كثيرا ملقى فِي الْقبَّة الْمَذْكُورَة عَام سبع وَسِتِّينَ وَألف وَهُوَ أكبر من الْمحمل الْمصْرِيّ شكلاً وَمن عامئذ استبدت الْأَئِمَّة الزيدية بالممالك اليمنية وقضت مَا فِي نَفسهَا من الأمنية فهم حَتَّى الْيَوْم ولاتها حزنا وسهلا ورؤساؤها فَتى وكهلا وأخرجوا جَمِيع الأورام مِنْهَا وَكفوا أكف المتغلبين عَنْهَا بعد أَن قتلوهم الْقَتْل الذريع وتركوهم بَين سليب وصريع وَفِي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين كَانَت وَفَاة أَخِيه السَّيِّد الْحسن ابْن الإِمَام الْقَاسِم وَهُوَ وَالِد أَحْمد بن الْحسن وَكَانَ أَخُوهُ الإِمَام مُحَمَّد الْمُؤَيد صَاحب التَّرْجَمَة يقدمهُ على العساكر فِي الحروب كلهَا رَحمَه الله وَاسْتمرّ الإِمَام مُحَمَّد الْمُؤَيد إِلَى أَن حانت وَفَاته وَانْقَضَت أوقاته فِي سَابِع عشري رَجَب الْفَرد سنة أَربع وَخمسين وَألف ثمَّ قَامَ من بعده أَخُوهُ الإِمَام الشهير المتَوَكل على الله إِسْمَاعِيل ابْن الإِمَام الْمَنْصُور بِاللَّه الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن الرشيد بن أَحْمد وَقد تقدم بَقِيَّة نسبه إِلَى عَليّ بن أبي طَالب فِي تَرْجَمَة وَالِده الْمَنْصُور بِاللَّه الْقَاسِم كَانَت لَهُ الكرامات الظَّاهِرَة والمفاخر السائرة مَعَ الْإِحَاطَة بِجَمِيعِ الْعُلُوم وَأَقْبَلت الفتوحات إِلَيْهِ من كل أَوب وَجَاءَت إِلَيْهِ الْوُفُود من كل أَرض وَصوب أرخ ابْتِدَاء دَعوته السَّيِّد نَاصِر بن عبد الحفيظ بن عبد الله المهلا فَقَالَ // (من الْخَفِيف) //

(وتَوَكَّلْ عَلَى العَزِيزِ الرَّحِيمِ ... عَزَّ تاريخُ دَعْوَةٍ مِنْ كَريمِ)

(آيةٌ يُعْرَفُ التَّوَكُّلُ مِنْهَا ... مَعَهُ العِزُّ للإمامِ الكريمِ)

وأرخه أَيْضا نثراً فجَاء التَّارِيخ توكلت على الله وَحده أبدا وَفِي سنة سِتّ وَخمسين جهز ابْن أَخِيه أَحْمد بن الْحسن إِلَى حَضرمَوْت فوصل إِلَى الْجوف وَاسْتولى عَلَيْهِ الْخَوْف فَرجع مكسوراً وَفِي سنة ثَمَان وَخمسين استولى بدر بن عبد الله الكثيري على حَضرمَوْت وَقبض على عَمه السُّلْطَان بدر بن عَليّ وَسَببه أَنه ظلم وتعدى الْحُدُود فَأَشَارَ بعض السَّادة على بدر ابْن عبد الله بِالْقَبْضِ على عَمه فهجم عَلَيْهِ لَيْلًا وحبسه هُوَ وَأَوْلَاده

<<  <  ج: ص:  >  >>